الأربعاء، 8 أبريل 2009

فى حوار خاص ومطول لـ مدونة نيوز فلسطين:بن كيران أشجع الدخول عبر الأنفاق للتضامن مع غزة وانا كنت أفكر بذلك

خاص نيوز فلسطين- غزة المحاصرة
الكثيرون من هم حول العالم وخاصة المسلمين والعرب منهم يتحرقون شوقواً للزيارة فلسطين وخاصة غزة التي سجلت ملحمة تاريخية في حرب دامية دامت 22 يوماً طالت كل ما هو ينبض بالحياة من بشر وطير وحجر حيث أنها لم تبقى ولا تذر وسابقها حصار ظالما حرم الكثير من المرضى من العلاج والطلبة من استكمال دراستهم ولم يتوقف ذك الحصار إلى يومناً هذا .
من هؤلاء من منعته الظروف أو حالت دون قدومه الحدود .. وهناك من استجاب له الله تعالى وحقق له ذاك الحلم ..من هؤلاء فتاة مغربية تدعى سمية .. رأيناها وهي تذرف الدمع أول ما وطأت قدماها أرض غزة العزة.. فعلمنا أن الشوق والحب قد بلغ عندها حدا لم تستطع عندها التعبير عنه إلا بدموعها الغالية .. فكان لابد لنا أن نجري معها هذا اللقاء ..

سمية عبد الإله ابن كيران الفتاة المغربية الأولي التي قامت بكسر حصار غزة مع قافلة شريان الحياة
سمية تلك الفتاة التي تبلغ من العمر 22عام تسكن مدينة الرباط تلك العاصمة المغربية الشامخة
وهى طالبة بالسنة الرابعة دراسات إسلامية والسنة الأولي قانون خاص فرنسي
وعضوة بحركة التوحيد والإصلاح الإسلامية
ونائب منسق المبادرة الطلابية ضد التطبيع والعدوان.

بداية أخت سمية أهلا وسهلا بكم وحياكم الله ونشكركم على تلبية الدعوة للإجراء هذه المقابلة الخاصة معكم .
وردت لنا العديد من التساؤلات والاستفسارات من أبناء الأمة من عدة بلدان عربية وإسلامية وحتى من بعض الدول الأوروبية كنت دوماً تتسال كيف ممكن أن يأتوا إلى غزة وكيف ممكن أن ندعمكم هذه التساؤلات كنت
ومازالت قبل ومابعد قافلة شريان الحياة .

سمية منذ متى وفكرة زيارتك إلى فلسطين بدأت في التبلور في ذهنك
وماهى العوامل والدوافع التي ولدت بك حباً وعشقاً لأرض فلسطين ؟
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين و على آله وصحبه أجمعين أما بعد .
فكرة زيارة أرض فلسطين الحبيبة ليست وليدة اليوم , هي رغبة وحلم قديم زاد من حدته ولهفة تحقيقه الحصار الخانق و الحرب الهمجية , فأنا بنت الحركة الإسلامية أرضعت حب أرض الأنبياء و الشهداء في الأناشيد التي كنت ألقنها , في المخيمات التي كنت أشارك فيها , في المهرجانات التي كنت أحضرها , عشقت أرض فلسطين منذ الصغر و احتد هذا الحب واشتد في الكبر, كانت بالنسبة لي ارض فلسطين , أرض المقاومة , أرض الرباط , أرض الجهاد , أرض الشهداء , أرض الأنبياء , و بعد الانتفاضة كبر وعي و كبر معه حبي فكنت أراقب الأحداث , أتابعها , مع استشهاد الشيخ أحمد الياسين و الرنتيسي , تصاعد همجية الاحتلال , صعود حركة حماس في الانتخابات , فرض الحصار الظالم , كنت أعيش مع هذه الأحداث و كأنني وسط أرض فلسطين خاصة بعد تيسر وسيلة الإنترنت .
و انفتاحي على إخوتي الفلسطينيين , كلها عوامل زادت من الشوق و اللهفة لوطء والارتواء من تلك الأرض الطيبة الطاهرة , و بالفعل مع بداية زيارات الوفود للقطاع أدركت أن الأمر ممكن ليس بالمستحيل فحاولت جاهدة عبر عدة وسائل كسفن الكرامة و غيرها , لكن لم تتيسر الزيارة إلا حين شاء المولى عزوجل ذلك فكانت دعوة الوالد للالتحاق بقافلة شريان الحياة و أصررت على مرافقته و كان لي ذلك و الحمد الله , وتحقق الحلم.

كونك فتاة .. مابين الرغبة والقدرة في السفر لغزة .. ما هي العقبات التي توقعتي أن تلاقيها منذ أول رغبة جاءتك بالسفر .. والعقبات التي واجهتك فعلا ..وكيف استطعتي التغلب عليها ؟

نحن نعيش في مجتمعات محافظة مسلمة , وأول عقبة كانت تعيق تحقق حلمي , كوني فتاة يصعب سفرها دون محرم , خصوصا سفر محاط بالأخطار كالسفر إلى أرض فلسطين , فلما حاولت الالتحاق بسفن الكرامة رفض الأهل بسبب الظروف الغامضة والخطيرة نوعا ما لهذا السفر

سمية مع والدها فى معبر رفح

كذلك نظرة بعض المقربين من الأهل لهذا السفر فبالنسبة إليهم أرض فلسطين أرض حرب لا يذهب إليها طوعا إلا من فقد عقله , لكن رغبتي و عزيمتي كانت أقوى من كل هذا
وبتيسير من الله استدعي الوالد و صدقا لولاه ما كنت لأحلم بتحقيق حلمي والسفر وحيدة لزيارة أرض فلسطين .

كيف كان التحاقك في قافلة شريان الحياة وماهي الخطوات والإجراءات التي قامتي بها للأجل ان تكوني مع هذه القافلة
ومن أين تم التحقالك بالقافلة تقريباً ذك السؤال تكرار كثيراً من الأخوة والأخوات من زوار مدونة نيوز فلسطين ؟
كما سبق وقلت أن الوالد استدعي باعتباره أمينا عاما لحزب العدالة والتنمية المغربي من طرف مسؤولي القافلة فألححت عليه في طلب مرافقته , بداية رفض لعدة اعتبارات , لكن إصراري و إدراكه لرغبتي القديمة في زيارة تلك الأرض , جعله يوافق ويستأذن ممن استدعوه في مرافقتي لهو تمت بحمد الله الموافقة
سمية مع النائب البريطاني جورج جولاي المشرف على قافلة شريان الحياة

فالتحقنا بالقافلة في مصر لا في المغرب عبر السيارة وذلك لاستحالة عبورنا كمغاربة الحدود البرية المغربية الجزائرية
لظروف سياسية فرضت إغلاق الحدود منذ ما يقارب الخمسة عشر سنة , فتقرر أن نلتحق بالقافلة جوا في القاهرة
و بالفعل هذا ما تم حيث استقبلنا في القاهرة من طرف المسؤولين و كنا قد سبقنا قدوم المساعدات بيوم فكانت نقطة اللقاء في العريش و من هناك انطلقنا معا لأرض فلسطين.

قبل الدخول إلى غزة بالا راضى المصرية وخاصة عند الا قتراب من الوصول إلى معبر رفح
دار الكثير من الحديث والجدل حول المعاملة المصرية مع المشاركين بالقافلة وخاصة عندما اقتراب وصولها لمعبر رفح؟

لو تحدثنا عن ذلك وعما دار معكم ؟
حقيقة أني أعتبر كما قلت سابقا أننا كوفد رسمي ضمن قافلة بريطانية تضم وجوه سياسية معروفة لم نلق من التعقيدات و لم نعان ما يعانيه إخوتنا الفلسطينيون يوميا للوصول إلى وطنهم.
مما أزعج المشاركين ,التوقيف الطويل واللا مبرر على نقاط التفتيش الأمنية ابتداء من أول نقطة على قناة السويس إلى غاية الوصول إلى معبر رفح ,كذلك مما فاجئنا عدد قوات الأمن الضخمة التي أحاطت بالمكان الذي استقرت فيه الشاحنات المحملة
بالمساعدات و التي حالت دون تحركها يوم الأحد مما أخر علينا موعد دخولنا لأرض غزة , وهذه التصرفات المتناقضة مع بهرجة الاستقبالات الرسمية والخطابات الرنانة للمسؤولين المصريين خلال احتفائهم بالقافلة

ثم أخيرا منعهم ايصال المساعدات الغذائية عبر معبر رفح الفلسطيني المصري و إصرارهم على تحويلها لمعبر العوجا حتى تراقب من طرف الاحتلال الصهيوني .
هذه باختصار بعض المضايقات و التعقيدات التي واجهة تحرك التي واجهت تحرك القافلة ووصولها إلى غزة.

هل تذكري موقف معين ؟ هذا الأمر الذي حدثي أظن الجميع علم به

هل من خفايا عندكم تحفظي بها لا تريدي ذكرها؟
نعم اذكر الكثير من المواقف لكن قد يتسبب ذكري لها في مشاكل قد تعيق دخولي أرض فلسطين مجددا
غير أني أظن أن المتابع لا يخفى عليه ما يتعرض له الفلسطينيون
سمية مع القيادي فى حماس الدكتور خليل الحية فى معبرفح أثناء مغادرته غزة

من سوء معاملة على معبر رفح واترك لكم فرصة تخيل ما يلقاه قادة المقاومة الفلسطينية هناك
وحال المساعدات الدولية والعربية وما تتعرض له بالعريش.

سمية هذه الفتاة المغربية التي كانت تحلم منذ زمان في زيارة فلسطين كيف كان شعورها وهى تطأ أقدامها جزء من أرض فلسطين وماهو أول شئ قامتي به مباشرة فوراً دخولك من بوابة المعبر المصرية؟
سبحان الله لحظات الدخول لحظات تاريخية و استثنائية في حياتي , صدقا المشاعر التي عشتها لحظات الدخول لم أعشها من قبل , طوال مدة الزيارة عشت مشاعر غريبة , مزيج من الفرحة , التأثر , الألم , الذهول , يعجز اللسان عن التعبير عن حالي آن ذاك ,أما بخصوص أول ما قمت به لحظة دخولي , كنت قد عاهدت نفسي أن يكون السجود لله شكرا على هذا الاصطفاء و هذه النعمة أول ما أقوم به على أرض فلسطين و بفضل الله ثبتني الله على ذلك و سجدت لله شكرا و بكيت بشدة , في لحظات أعتبر أني لم أكن فيها بكامل وعي , كنت كمن تحلق في السماء , ووالله لازلت إلى اليوم كلما تذكرت أو حاولت سرد تلك اللحظات على إخوتي هنا بالمغرب , أعجز عن الكلام وينحبس صوتي تملئ العبرات مقلتي .


فعلا من رأى المشهد وانتى تبكى كان مؤثراً كيف بدأتى فى البكاء ولما لمن تستطعى ان تكتمي مشاعرك؟
سبحان الله , قد لا يدرك من لا يعرفني من قبل لماذا كل تلك الحرارة في البكاء و هاته المشاعر الجياشة , لكن باختصار
وكي أقرب الصورة أكثر , كنت كمن عاشت اثنا عشر سنة تتحرق ليوم لقيا أرض الوطن ,نعم كنت أعتبر فلسطين وطني و كأني لاجئة أبعدت عنها قصر وتتشوق ليوم اللقاء
سمية عند دخولها أرض العزة (غزة)

من أجل هذا بكيت , بكيت لأني لمست الثرى المعبق بدماء الشهداء ,بكيت لأني استنشقت عبير العزة و الإباء , بكيت لأني وأخيرا وصلت إلى أرض وطني الحبيب , إلى أرض فلسطين , و أنا واثقة أنه لو أتيح لغيري من إخوتي من الشباب المسلم فرصة زيارة أرض فلسطين لكان تفاعلهم مشابها , فارتباطنا كمسلمين بشكل عام وكمغاربة بشكل خاص بأرض فلسطين ارتباط خاص ,حيث إني لما عدت والله كانت النساء و الأخوات يصررن على تقبيل رأسي و يقلن انهن يردن شم رائحة فلسطين في , هي تصرفات كانت تحرجني لكن تدل على مدى ارتباط المغاربة بقضية فلسطين و بأرض فلسطين و بأهل فلسطين

هل كان من الضروري ان تتواجدي في غزة في هذه الظروف الصعبة ؟
وماذا يمثل لك هذا التواجد في هذه الظروف بالذات؟
أعتبر نفسي تأخرت في القدوم لغزة , حيث كنت أفضل أن أتواجد أيام الحرب , و أيام تضيق الحصار , ففي كل أزمة كانت تمر على أهل غزة الصامدين , كنت أفقد عقلي رغبة مني في التواجد بين إخوتي هناك , على الأقل رغم قسوة الظروف و رغم هول الحرب , و القصف و الحصار , سأعيش مقاومة حرة و إن مت سأموت شهيدة عزيزة , شعور الذل و العجز و الهوان الذي ينتابنا في كل آن وحين , كان يزيد من تلك اللهفة في الوصول لأرض فلسطين و معايشة ما يعيشون , والمقاومة كما يقاومون , لكن لم تتيسر الزيارة إلا بعد الحرب , و الوضع لازال على ما هو عليه من حصار , و قتل بطيئ و تهديد صهيوني في كل لحظة بمجزرة أخرى , و تواجدي في هذه الفترة خفف عني قليلا , رغم ضيق والوقت , يعني يومان و نصف التي لم تكن كافية بالمرة لكن أحمد الله أن مكنني من زيارة و أسأل الله أن يكرمني بأخرى أطول منها إن شاء الله .

هل كنتي الفتاه العربية الوحيدة التي دخلت ضمن القافلة ام كان هناك غيرك ؟

وهل كان هناك عرب بالقافلة وماهى جنسياتهم وكم عدد حسب علمك ؟
صراحة لا أملك جوابا دقيقا عن هذا السؤال و هذا راجع للفترة القليلة التي أمضيتها مع القافلة و التي كانت جلها مع قيادتها فلم تتح لي فرصة التعرف على كل أعضاء القافلة الخمسمائة , لكن حسب ما أعلم ضم الوفد إخوة و أخوات عرب , فلسطينيين , عراقيين , ليبين , جزائريين , و بعض المغاربة , لكن جلهم كان يحمل الجواز البريطاني مما سهل عليهم المرور عبر معبر رفح و عبر حدود الدول التي قطعوا .لكن يبقى هؤلاء قلة فأغلب المشاركين كانوا من أصول باكستانية و أوروبية
نيوز فلسطين : وبفعل كان لنا شرف لقاء بعضهم قبل المغادرة ولغتهم رائعة

الحزن والفرح شعوران متناقضان .. ماذا يعنى لك الحزن والفرح وأنت في غزة ؟
كما سبق و أجبت في غزة اختلطت علي المشاعر, حزن و فرح في آن واحد صدقا لا أستطيع إلى الآن استيعاب تفاعلي و اضطراب مشاعري خلال زيارتي هاته , فرحة الدخول امتزجت منذ أول اللحظات بحزن عميق , مجرد التفكير أنني سأخرج بعد أن دخلت أرقني , مشاهد الدمار آلمتني , أفجعت قلبي , أحسست بغزة كذاك الطائر الجريح المكلوم , لحظة الفراق و ما أصعبها من لحظة , خروج من رحب و سعة غزة و أهلها إلى شمال سيناء المقفر
والله من أصعب اللحظات و والله غصة الفراق في حلقي ضلت أسبوعا كاملا بعد مغادرتي و لازالت آثارها إلى اليوم , لكن رغم هذا الحزن و رغم الألم كنت أطير فرحا لتواجدي هناك بين إخوتي و أهلي , وعلى الارض التي طالما عشقت, باختصار ما بين فرحة الدخول و ألم الخروج لحظات عديدة امتزجت فيها المشاعر المتناقضة في تماه عجيب , أحاسيس لم أعشها ولا أعتقد اني سأعيشها بعد في هذه الحياة الدنيا , فلله الحمد وله الشكر


مالذى رأيته بغزة وهل كان كما كنتي تصوري مسبقاً؟
في أرض غزة كان لي برنامج خاص مختلف عن برنامج القافلة , حيث أردت الاستفادة وسط هذا الحيز الزمني الضيق من زيارة أكبر عدد من الأماكن و الاحتكاك بشعب غزة , منذ أولى لحظات دخولي صعقت بالدمار المفجع الذي رايته , لم أكن أتصور أن الأمر سيكون على ما هو عليه , صحيح أنني كنت أتابع عبر وسائل الإعلام لكن لم أتصور أن تصل همجية ووحشية الكيان الصهيوني إلى هذا الحد , لا نتجاوز بيتا مدمرا بأمتار قليلة إلا ونجد آخر , كل شيء دموره , المساجد , الجامعات , المستشفيات , الشواطئ الرملية الجميلة , صدقا كان الأمر مؤلما و آثار وحشية لم أشهدها من قبل , لكن رغم هذا الدمار

رأيت غزة جنة الله في أرضه , زرت بلدانا عديدة لكن في غزة كان كل شيئي مختلف ,شيئ أعجز عن التعبير عنه , ثرى غزة مختلف , نسيم غزة مختلف , بحر غزة مختلف , أهل غزة مختلفون والله لدى رؤيتي لهم فهمت لماذا هذا
هذا الاصطفاء الرباني لهم على تلك الأرض , كنت أرى النصر والله كنت أرى النصر في عيون الأطفال كنت أراه في نبرة الخنساوات كنت أسمعه , في عزيمة الشباب كنت أحسه , في ثبات الشيوخ كنت أتحسسه .

رأيت النصر في كل شيئ ,أحسست أني في أرض طاهرة تحفها الملائكة
كيف لا و في كل شبر منها دماء زكية سالت في سبيل الله .
كيف لا و هي أرض الشهداء , أرض المرابطين أرض الأنبياء ,كيف لا و هي أرض غزة الاباء .
رغم ظني و توهمي معرفة كل شيئ في غزة قبل وصولي إليها إلا أني أدركت لحظة دخولي و مكوثي فيها أن غزة لا يمكن أن تدرك أسرارها إلا بالتواجد فيها و هي دعوة لكل شباب الأمة و رجالها و نسائها , دعوة لجعل وجهة سياحتنا أرض غزة فوالله إنها تستحق ذلك , ولو توجهت الوفود هناك من كل حدب و صوب لكسر الحصار و فتحت المعابر , فهل من ملبي ؟؟؟

فيما يخص الأماكن التي زرتها بغزة ,فقد زرت بعض المناطق بشكل خاطف و سريع و إطلالات بسيطة عبر السيارة كالمجلس التشريعي , مشفى الشفاء , بيت آل السموني , جولة بحي التفاح , جباليا , الشجاعية , الشيخ الرضوان , الزيتون .
سمية تقبل يد خنساء فلسطين (أم نضال فرحات)

وكان لي شرف الدخول إلى بيت أم نضال خنساء فلسطين , وزيارة جمعية ذات الطاقين للدعوة الإسلامية بالشجاعية
كذلك زرت جمعية حقوقنا للإغاثة الإسلامية , و حضرت مع القافلة حفل التكريم الذي أقيم بمركز رشاد الشوا ثم أخيرا زرت مسجد الفضيلة للبر بأبناء الشهداء هذه التحفة المعمارية التي لم تسلم من وحشية القصف الصهيوني الظالم .
سمية بين أنقاض مسجد الفضيلة الذى دمرته طائرات الحقد الصهيونية
ماهي رسالة التي حملتها من غزة للعالم و ماهو أول شيء ذكرته لأهل المغرب
عما رأيته في غزة ؟ وماهو أكثر مشهد مازال علق في بالك رأيته بغزة؟

- من غزة حملت برسائل عديدة , لكن أهم رسالة , هي أن غزة و الحصار الخانق المفروض عليها , المسجد الأقصى
و الحفريات التي تنهش أحشائه , الضفة و معاناة أهلها , المستوطنات التي تأكل أرضنا , أن فلسطين بشكل عام قضية محورية في حياة كل إنسان مسلم وجب علينا أن نعيش همها ليل نهار , أن لا ننساها ولو للحظة , أن نبذل الغالي و النفيس في سبيل نصرتها , إخوتنا في الميدان يقدمون أرواحهم , أبنائهم بيوتهم أموالهم , فماذا قدمنا نحن ؟؟
- أما عن أول ما ذكرته لأهل المغرب أن فلسطين جنة الله في أرضه , و أني تمنيت لو لم أعد منها أبدا كل المشاهد في غزة مشاهد لا تنسى ظلت محفورة في قلبي , لقائي بخنساء فلسطين , حواري مع بعض أطفال غزة , مشاهد الدمار في كل مكان , ليلي المؤنس مطلة على بحر غزة , كلها مشاهد و لحظات لا تنسى في أرض غزة .

أنتي الآن عودتي للمغرب بعد زيارة لغزة دامت ثلاثة أيام ماذا لديك من تخطيط مستقبلي
للاستمرار في نصرة أخوانك بغزة بشكل خاص وفلسطين بشكل عام أم في زيارتك انتهى الأمر
قولتى فعلت ما لم يفعله الكثير ؟!
ج.بفضل الله قبل التوجه إلى غزة كان عملي موجها لنصرة القضية الفلسطينية من خلال النشاط في المبادرة الطلابية ضد التطبيع و العدوان و حركة التوحيد والإصلاح و شبيبة حزب العدالة و التنمية و أن يتسم عملي ونشاطي بعد الزيارة بفاعلية وحماس و همة أكبر منه قبل الزيارة , فدخولي أرض فلسطين كان بمثابة شحنة لي في أن
أكون منبرا يصدح بالحق يشحذ الهمم
ينقل الصورة والرسائل كما حملتها من ارض غزة و أسأل الله في ذلك التوفيق و التيسير .

طيب هل لديك تخطيط للعمل أو نشاط مستقبلي أم ماذا؟
أكيد انا اعمل ضمن هيئات لها برامج ومخططات للتفاعل مع القضية قد تكون لي إضافات و إسهامات في هذه البرامج
أقول باختصار أن عملنا سيضم ثلاث محاور
رسميا :
سنركز على الضغط بشكل أقوى على الحكومة المغربية لاستثمار حسن علاقتها بالحكومة المصرية لفتح معبر رفح
و نصعد من أجل تحرك ملكي لإيقاف الحفريات و هدم باب وحي المغاربة الذي يعد ميراث و أمانة أجدادنا في أعناقنا .
شعبيا:
سنكثف مظاهراتنا, مهرجاناتنا, وقفاتنا, كل الأشكال النضالية للتعبير عن رفضنا للاحتلال الصهيوني
و كل ما يقوم به من تصرفات وحشية.
فكريا و تربويا :
سنعمل إن شاء الله على تقديم سلسلة محاضرات تربوية فكرية علمية , تهتم بقضايا فلسطين , نعممها على شبابنا و أطفالنا حتى تبقى ذاكرتنا حية , و حتى نواجه عدونا بالعلم
هذا دون الحديث عن الدعم المادي الذي أعتبره واجبا على كل فرد مسلم .
هذه باختصار بعض المخططات التي أراها ضرورية لدعم ونصرة القضية الفلسطينية .

لو جاءتك فرصة أخرى للزيارة فلسطين هل ستقومي بذلك وماذا تمني ان يكون حال فلسطين في زيارتك القادمة ؟
أكيد سأزورها , انا لا أنتظر الفرصة بل أخطط لها قريبا بإذن الله , يصعب على من زار فلسطين
و أهلها أن يطيق فراقا طويلا , لي عودة قريبة إن شاء الله .
أتمنى أن أزور فلسطين و يكون الحصار قد كسر و معبر رفح قد فتحت أبوابه لاستقبال الوفود الإسلامية القادمة من كل حدب وصوب و حلمي الكبير أن أزور فلسطين محررة مع الجيوش الإسلامية الفاتحة و نصلي معا في المسجد الأقصى المبارك
ورغم أنه حلم يبدوا بعيدا صعب المنال في ظروف كظروفنا
لكن لابد أن نوقن به و نؤمن بإمكانية تحققه حتى يكون لنا ذلك إن شاء الله.

ماذا تقولي لمن يتمنى زيارة فلسطين ماذا يفعل؟
و كما ترى أنه من الصعوبة دخول فلسطين بسبب إغلاق الحدود والمعابر وقد لايكون لديهم فرصة مثلك
ان تكرار تجربة شريان الحياة.
وبرأيك ماذا يمكن لهم يفعلوا الآن وهم ومازالوا على أمل أن يتحقق الحلم في زيارة فلسطين
كيف يمكن لهم نصرة فلسطين كل منهم من البلد الذي يعيش بها ؟
لكل من يريد زيارة فلسطين رسالتي أن الأمر ليس بالمستحيل و لا بالصعب , صدق و إخلاص الدعاء , والعزيمة و التوكل على الله سيسران كل معسر , قوافل فك الحصار لازلت مستمرة فما قافلة شريان الحياة إلا البداية , لا تكتفوا بالاطلاع على الأخبار عبر المواقع اسألوا و اطلبوا , الأخوة الأجانب لدى حديثي معهم خلال قافلة شريان الحياة أكدوا ترحيبهم بكل مشاركة عربية ضمن المبادرات التي ينوون إطلاقها
كذلك لم لا تكون محاولات فردية للدخول حتى ولو عبر الأنفاق و انا كنت أفكر جديا في
هذه المغامرة لو لم تتيسر زيارتي ضمن قافلة شريان الحياة
يعني للوصول إلى أرض فلسطين هناك ألف ألف حل ,ينبغي فقط التفكير و عدم الوقوف عاجزين أمام تهويل الإعلام للأمر
أما عن النصرة فالأمر واضح الدعم يجب أن يكون رسميا , شعبيا , ماديا , فكريا و علميا , يجب أن نشغل على جميع المستويات وأشجع الدخول عبر الأنفاق.

أن يزور الفرد شيئا كان يحلم به كثيرا وخاصة إذا ماكان هذا الحلم زيارة أرض الإسراء والمعراج
وهى الأرض التي بارك الله بها وفى لحظة واحدة يحين موعد الفرق كيف كان شعورك وأنتي تودعين هذه الأرض؟
سؤال يثير في القلب شجونا و آلام , لكم كان الفراق صعبا , قلت لهم كمن أغمس بنعيم لثوان و لم تترك له فرصة التلذذ بحلاوته و أخرج منه بعنف,صدقا كانت أقسى لحظات عشتها في حياتي , بكيت ثلاث أيام متواصلة لم يفهم أحد لماذا, لم يكن غيري ليفهم ما كان يجتاحني آنذاك, لم أتمتع بكل سويعات تواجدي بغزة لتفكيري في الوقت الذي سأغادر فيه و كنت أسأل الله أن أستشهد قبل الخروج منها ,لكن يبدوا أني لم أبلغ بعد مرتبة نيل هذا الشرف .
كان الخروج و لازلت أعاني مرارته إلى اليوم , وجدت صعوبة شديدة في التأقلم من جديد مع وضعي بالمغرب ,لكن ما يثبتني و يقويني أن عملي لأرض فلسطين سيكون أجدى في موقعي الذي أنا فيه حاليا , و أن أمل اللقاء قريب متجدد ويبقى الحلم شهادة مقبلة فيها لا مدبرة على أعتاب المسجد الأقصى المبارك بإذن الله .

ماذا تقولي لمن ترك أهل غزة لوحدهم يواجهون الحصار ومازالوا يواجهون الاعتداءات التهديدات الصهيونية
خاص العرب والمسلمين منهم ؟
وكلمتك الأخيرة للشعب الفلسطيني بشكل عام والى المحاصرين بغزة بشكل خاص؟
لكل المتخاذلين و المتقاعسين لمن باعوا أنفسهم, دينهم, أمتهم لكل هؤلاء أقول, أطفال فلسطين, نساء فلسطين, شيوخ فلسطين, شباب فلسطين, مرضى فلسطين, شهداء فلسطين, دماء فلسطين, أرض فلسطين, كلهم أمانة تطوق رقابكم, ستسألون عنها أمام الباري فماذا قدمتم ؟؟؟
أما أنت أيها الشعب الفلسطيني البطل , عزتك في التحامك ودعمك للمقاومة , أنت شرف الأمة و المدافع عنها , أنت رمز النصر و الحرية في العالم أجمع ,أنتم يا أهل فلسطين , أنتم قدوتنا , أنتم شرفنا , أنتم عزنا , فامضوا على هذا الصراط القويم حتى يأتي نصر الله ووعده , إلى أهل غزة المحاصرين , بدمائكم رسمتم أروع الملاحم , بصمودكم و إيمانكم قهرتم أعتى الجيوش و سطرتم لبداية عهد جديد و نصر قريب , أنتم شامة فوق رؤوسنا ,
نفيدكم بأرواحنا و دمائنا , استمروا على ذات الشوكة فوعد الله لكم و النصر لكم إن شاء الله .


نشكر ك أختى سمية على أعطيك هذه الفرصة لنا في مدونة نيوز فلسطين
ونأمل ان نكون شملنا أغلب التساؤلات التي تدور في أذهان المواطن العربي .
التقدير والاحترام لكي لأنك في زيارتك لغزة لنا تكون زيارة تضامنية عادية أجزام
أنها كنت استشهادية أو كما يحلو للبعض تسمياها مغامرة انتحارية للصعوبات التي بها .
حوراها:محمد صلاح

هناك تعليق واحد:

  1. ماشاء الله على سمية والسيد عبد الالاه بن كيران ان شاء الله نلحق بكم عما قريــــــب رفعت رؤوس المغاربة

    ردحذف

مقالات متصلة

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...