الأحد، 10 مايو 2009

فى رسالة شموخ وتحدى:فلسطينية في السعودية تقبل عريساً من جرحى المقاومة بغزة رغم بتر قدميه وصعوبة تركيب أطراف صناعية له

كانت ارادة المحتل الصهيوني أن تقتل روح الحياة فى مؤمن >>
لكن كانت ارادة مؤمن أقوى من ارادة المحتل ليرسم صورة متجددة
من صور الشموخ الفلسطيني >>
نيوز فلسطين- غزة المحاصرة
تمكن منذ أيام الجريح الفلسطيني "مؤمن زهدي قريقع" من سكان حي الشجاعية شرقي مدينة غزة من عقد قرانه بإحدى الفلسطينيات المقيمات بالمملكة العربية السعودية.
وقال أحد أقرباء الجريح مؤمن "أنه منذ أيام عقد قرانه علي فلسطينية كان يقطن أهلها في غزة، بعد أن تعرفت عليه في السعودية أثناء رحلة علاجه بعد أن أصيب بقصف صهيوني استهدفه قرب مقبرة الشهداء شرق غزة
في 17-12-2008 الذي صادف آنذاك يوم عرفة ".
وأوضح "أن مؤمن قد فقد خلال إصابته قدميه بعد بترهما بشكل كلي، وتمكن خلال الحرب الأخيرة علي غزة من الخروج للعلاج في المملكة العربية السعودية، حيث لم يتمكن الأطباء من زرع أطراف صناعية له لصعوبة الإصابة والبتر الذي طال قدميه بشكل كامل".
وأشار إلي أن الفلسطينية الصحفية "ديما عايدية" كانت ضمن الوفود الزائرة للمصابين الفلسطينيين، وتعرفت هناك علي مؤمن الذي تحدثت معه كصحفية، ثم اهتمت بحالته بالغة الصعوبة قبل أن يتم التوافق فيما بينهما علي الارتباط معاً والزواج منها، فقبلت به كزوجاً لها وثمنت عائلتها الخطوة".
يذكر أن الجريح "مؤمن زهدي قريقع" هو نجل أحد قادة حركة الجهاد الإسلامي الذين قادوا معركة الشجاعية برفقة عدد من الشهداء في السادس من تشرين 87م، حيث لم يتمكن والده من رؤيته لوالدته بعد أيام من استشهاده، كما أن أحد أشقائه اعتقل خلال الانتفاضة الحالية وأفرج عنه بعد ثلاثة سنوات من الاعتقال، واستشهد شقيقه "بلال" عام 2004 في قصف صهيوني استهدفه ومجموعة من مقاتلي كتائب القسام شرق حي الشجاعية.


نص المقابلة الصحفية الأولى التي أجرتها الصحفية "ديما عايدية" مع الجريح مؤمن
لدى وصوله المملكة العربية السعودية للعلاج.

الصحفي الجريح مؤمن قريقع يتحدث عن صمود والدته وصبرها
لا تزال الجراح طرية، بينه وبين غزة قاسم مشترك كلاهما لا تزال رائحة الحرب عالقة بثيابهما، الصحفي الغزي مؤمن قريقع الجريح ابن الشهيد، أصيب في مهمة صحفية فبترت كلتا ساقيه، في لقاء خاص مع "نساء من أجل فلسطين"، نسلط الضوء على هذا البطل الذي حدثنا عن دور أمه الصامدة في حياته وفي صقل شخصيته، كمثال للمرأة الفلسطينية الصامدة والتي بثباتها تثبت أبناءها.

عرفنا بمؤمن قريقع؟
مؤمن فايز حامد قريقع، 21 سنه، مواليد 28/9/1987هـ، من مواليد الانتفاضة الأولى، لي خمسة من الأخوة وأنا سادسهم و لي أختان، أسكن بغزة حي الشجاعية حي الأبطال و الاستشهاديين، أعمل بجمعية خيرية وأعمل في مجال التصوير الصحفي.

حدثنا عن طفولتك؟
في الحقيقة كانت طفولتي مؤلمة جداً لأني ولدت يتيم الأب, لقد فقدت والدي في أوائل الانتفاضة الأولى, حيث كان سبباً في إطلاق الشرارة الأولى لهذه الانتفاضة، وأنا أحمد الله أن والدي كان سبب في اندلاعها وأنه استشهد في ساحة الجهاد ولم يمت على فراشه.

أخبرنا عن والدتك ودورها في صقل شخصيتك؟
بعد استشهاد أبي تحملت أمي عبء تربية الأبناء وكانت على قدر المسؤولية, تغلبت على مصاعب هذه التربية بالدروس والعبر التي كان يغرسها أبي رحمه الله فيها, لقد علمها أصول التربية الإسلامية وقصص الصحابة-رضوان الله عليهم-.

كيف كان حال والدتك قبل نبأ الإصابة وبعدها ؟
في الواقع بعد استشهاد أبي تلقت أمي الجرعة الأولى وما يأتي بعد الجرعة الأولى يكون هين، لأن الإنسان المبتلى يكون أفضل الناس عند الله، وفي 2001 أسر أخي الأكبر، وأمي تحملت الابتلاء وأصرت على تربية الأبناء وغرست فيهم كره اليهود وأعوانهم، وفي سنة 2004 استشهد أخي بلال في قصف لجبل القسام، عندما وصل خبر استشهاد أخي إلى المنزل, كانت لحظات رائعة لا يمكن أن أنساها حيث استقبلت والدتي الخبر بالزغاريد عكس النساء الأخريات، وأمي كانت على علم بالطريق التي يمضي بها أبناؤها
وفي يوم 7/12/2008 يوم يقف الحجيج بعرفة كنت صائماً وكنت خارجاً بعد العصر بمهمة صحفية، تم استهدافي وبدأت الإذاعات تنقل الأخبار باستهدافي فوصل الخبر للمنزل باستشهادي، وكما قالوا لي أن والدتي استقبلت الخبر بالزغاريد كما فعلت في المرة السابقة باستشهاد أخي، وبعدها بدأ الناس بالتجمع حول بيتنا وبدأ أهالي الحي بإطلاق النار ابتهاجاً باستشهادي، وفتح لي بيت عزاء، وبعد ما يقارب نصف ساعة أو أكثر وصل الخبر الآخر بأني لم استشهد، و ما يأتي بعد مصيبة الموت فهو هين ولو بترت أقدامي ويدي ، وعندها إما أن يستقبل الإنسان الأمر بسخط وغضب ويكون نادماً أو أن يستقبله باحتساب و يرضى بما كتبه الله له.

خنساء فلسطين، أم نضال فرحات، أثرت في الكثير من أبناء الشعب الفلسطيني، ماذا عن تأثيرها في حياة مؤمن؟
في الواقع يتشرف الإنسان أن يكون ابن من أبناء الأم المعطاءة أم نضال، فأم نضال اعتبرها كأمي، لأني دائماً كنت أحب أن أكون في هذا البيت المجاهد ومع هذه الأسرة المجاهدة، وكنت أنا وابنها رواد كالأخوة بل وأكثر من ذلك ودائما كنا برفقة بعضنا البعض، وفي بعض الأحيان كنت أنام عنده.
كما أني كنت أحب أن أستشهد وأن أكون كابنها محمد وأنفذ عملية استشهادية وأقتل من بني صهيون، والحمد لله أفتخر أني رزقت بأم مثل أم نضال فرحات وأم محمود العابد.

كيف ستصبح نظرتك للمستقبل بعدما فقدت ساقيك؟
لن أنظر للمستقبل بأني معاق وأنني لن أقدر على ممارسة الصحافة ، بالعكس النظرة ستتسع أكثر من قبل وسأرجع لعملي ولن ننكسر, فعدم قدرتي على المشي لن تمنعني من ممارسة مهنتي.

ما هي كلمتك الأخيرة لقراء نساء من أجل فلسطين؟
أقول لكل صحفي ومصور فلسطيني إن الحقيقة والكلمة الصادقة ومشاعر الناس ترسل عبركم فيجب عليكم أن ترسلوا صور المأساة للعالم وصور الحقيقة وقصص العائلات والأمهات اللاتي فقدن أولادهن من أجل فلسطين ومن أجل الإسلام والمسلمين، و أوجه رسالة شكر لهذه الجريدة جريدة "نساء من أجل فلسطين" التي تنشر حقائق ومعاناة الأم التي تفقد ولدها أو زوجها أو عائلتها فأنتم يا من تعملون في هذا المجال لا يقل أجركم عن أجر المجاهد بإذن الله وإن شاء الله لكم التوفيق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مقالات متصلة

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...