الأحد، 3 مايو 2009

انطلاق فاعليات مؤتمر " إعمار غزة استراتيجيات وأفكار " فى الاسكندرية

نيوز فلسطين- غزة المحاصرة
بدأت صباح امس السبت 2- 5 – 2009 فاعليات مؤتمر " إعمار غزة استراتيجيات وأفكار " والذى تنظمه لجنة التنسيق بين النقابات المهنية فى الإسكندرية برئاسة د. م. إسماعيل إبراهيم عثمان نائب رئيس اتحاد المقاولين المصريين
ورئيس الهيئة العربية الدولية لإعمار غزة .
وأكد الدكتور محمد محمد البنا – القائم بأعمال نقيب أطباء الإسكندرية – أن هذا المؤتمر يأتى ضمن العديد من الفاعليات تنظمها لجنة التنسيق بين النقابات المهنية والتى تعمل باسم نصف مليون مهنى فى الإسكندرية من أجل فك الحصار ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطينى فيما وجه الدكتور منصور حسن أمين عام نقابة الأطباء فى الإسكندرية وأمين عام لجنة التنسيق التحية إلى الشعب الفلسطينى الذى أحيا الأمة بعدما ضحى بالآلاف من الأبرياء والشهداء التى سالت دماءهم الطاهرة على أرض فلسطين مؤكدا على أن هذا هو المؤتمر العلمى الأول للنقابة والذى سيتبعه العديد من المؤتمرات الأخرى متمنيا أن يشارك الطرف الفلسطينى فى المؤتمرات القادمة مؤكدا فى نفس الوقت على ضرورة التنسيق مع الطرف الفلسطينى حتى لا تحدث مشكلة أخرى كالتى حدثت عند طلب الفلسطينيين عربات الاسعاف وانهالت عليهم عربات اسعاف بأكثر
من الاحتياج حتى ظهرت أزمة فى تخزين هذه العربات وتوفير أماكن لها .
من جانبه أكد الأستاذ الدكتور مصطفى جبر - مقرر المؤتمر وأستاذ العمارة بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا - على أهمية الاعمار وتوجيه وجهة نظر علمية تقدم بها العديد من الجهات والنقابات متمثلة فى 21 بحث علمى تقدم به 13 من المهندسين و2 من العلميين و1 من البيطريين و5 من الزراعيين عن طريق أساتذة متخصصون من جامعات الإسكندرية وحلوان والقاهرة وعين شمس .
على الجانب الآخر أكد د. م. إسماعيل إبراهيم عثمان – رئيس المؤتمر – على أن المسئولية تجاه إعمار غزة وفلسطين كلها معقدة وتضامنية يجب أن يشترك فيها المجتمع المدنى وجامعة الدول العربية والأمن القومى المصرى وأن يكون هناك تنسيق بين هذه الاتجاهات والتى لا تستطيع أى جهة منفردة منهم القيام بدور حقيقى فى الإعمار مشيرا إلى ضرورة التنسيق والاتفاق بين حركتى فتح وحماس حيث يعتبر هذا المحور من أكثر الأمور تعقيدا وأهمية فى مسألة الإعمار .

وأشارت الأبحاث الهندسية التى تم تقديمها إلى أن الهدف الرئيسى هو إعادة إعمار وتخطيط غزة وبنائها وفق رؤية متكاملة ومستقبلية تعمل على الاستفادة المثلى لجميع مواردها الطبيعية والبشرية، وتضع في حساباتها إحتياجاتها من جميع الخدمات على مدار عشرين عاما مقبلة حتى عام 2030 ، وفق خطة زمنية مدروسة وأن هناك استراتيجيات للتعمير والتخطيط مطلوب اتباعها أهمها تصميم المباني والمرافق العامة بصورة تقاوم أعمال القصف والعدوان ووضع اعتبارات أمان السكان فى زمن الحرب ، وتصميم ملاجىء وطرق آمنة وإعادة توزيع السكان والخدمات ، وتقليل الكثافات السكانية ، وتطوير العشوائيات باالإضفة إلى اتباع سياسة الشبكات الموحدة فى المرافق جميعها من مياه وصرف صحى وكهرباء واتصالات وطرق ، وربط وحدات التغذية والمعالجة والتوليد بهذه الشبكة مع ضمان الربط المتعدد الشبكى لنقاط الاستهلاك والانتاج بالشبكة والأخذ فى الاعتبار الزيادة السكانية المطردة .

كما أشارت الدراسات التى تم تقديمها إلى أن العلاقة التمويلية والاستشارية فى حالة إعمار غزة تختلف عن العلاقات النمطية المعروفى فى مجال التشييد والبناء كما تضمن المؤتمر دراسة مبتكرة مبتكر لإنتاج أسقف منخفضة التكليف وسريعة التنفيذ لجميع أنواع المباني السكنية والصناعية والعامة تعتمد على استبدال منطقة الشد من الخرسانة غير الفعالة بعبوات خفيفة الوزن تحتوي داخلها على حديد التسليح ويصب أعلى هذه العبوات (في منطقة الضغط) خرسانة عادية ويصبح القطاع مكون من مادتين المادة السفلية عبارة عن طبقة خفيفة حاوية للحديد يتم تجهيزها مسبقاً والطبقة أعلاها عبارة عن خرسانة عادية يتم صبها بالموقع أعلى الطبقة السفلية باعتبار الطبقة السفلية كشدة أو كعبوة للخرسانة العادية أعلاها وتصبح الطبقة العلوية من الخرسانة العادية بعد تصلدها هي الطبقة الحاملة لقوى الضغط الداخلي في قطاع البلاطات المركب من طبقتين 0

كما تم تقديم ورقة عمل فى المؤتمر تقدم تقدم وصفاً للاستخدام الحرارى لأشعة الشمس و تزكى استخدام المركزات الشمسية لإنتاج الطاقة الكهربية وتحلية مياه البحر وباستخدام التوليد المزدوج (Cogeneration) وبالتالى زيادة كفاءة منظومة الطاقة ككل وبذلك يمكن للمنظومة تقديم حل متكامل لمشكلة المياه والكهرباء بالإضافة إلى أنها تصلح على نطاق الوحدات سكنية وكذلك الإنتاج الكمى بالإضافة إلى أفكار ببعض الخطوات العملية فى مشروع الطاقة تتمثل فى تزويد كل منزل بسخان مياه شمسى ، وبخلايا شمسية كهربائية ملحق بها بطاريات لأغراض الإنارة مع تزويد المنازل بتوربينات هوائية لرفع المياه أو توليد الكهرباء وتزويد المزارع بأنظمة تجفيف شمسية للمزروعات ، وبأنظمة توربينات هوائية لطحن الحبوب ، ورفع المياه بالإضافة إلى الاستفادة من القمامة فى توليد الغازات العضوية واستخدام الردم (مخلفات المبانى المهدمة) الناتج من الحرب فى بناء حواجز أمواج يتم وضع توربينات توليد كهرباء من الرياح عليها ، وحواجز الأمواج نفسها تشكل موانيء للصيد والتجارة البحرية بجانب استغلال الطاقة الحرارية للشمس فى توليد الكهرباء واستغلال الخلايا الشمسية الكهربائية فى مزارع شمسية لتوليد الكهرباء بالإضافة إلأى وجود بعض الأفكار الجديدة مثل توليد الكهرباء من مولدات يتم استخدام الحيوانات فى إدارتها مثل الساقية التى كان يستخدمها الفلاحون فى مصر وتوليد الكهرباء فى المنازل عن طريق الدراجات الهوائية المثبت فيها مولدات كهرباء والتى يتم تشغيلها بواسطة الإنسان بطريقة مماثلة للدراجات الرياضية الثابتة هذا بخلاف تزويد المراكز الحساسة بمولدات كهرباء احتياطية تعمل بالوقود التقليدى .

لم يغب عن المؤتمر تناول أساليب تأسيس وتأمين شبكات الانترنت الوطنية التى تضمن أعلى مستويات من الجودة والأمن والاستقلالية والاعتمادية لمواجهة ظروف الكوارث أو العدوان، وهى أمور يجب أخذها فى الاعتبار عند تأسيس أو إعادة تأهيل شبكات الانترنت فى الوطن من خلال عدة محاور تتمثل فى إنشاء البنية التحتية لشبكات المعلومات داخل الوطن وخارجه وعمل إجراءات حمائية استراتيجية للمعلومات .


بخلاف الجانب العلمى تخلل المؤتمر تقديم ورقة عمل هامة بعنوان " مقاومة الحصار والمقاطعة " أشارت أنه إزاء المخطط الصهيونى يجب علينا أن نهيأ أنفسنا لحروب من هذا النوع ، وحصار أو مقاطعة قد تفرض علينا لإجبارنا على الخضوع والاستسلام المذل متناولة بعض الجوانب الأساسية (الاستراتيجيات) اللازمة لبناء اقتصاد قوى مقاوم للحصار التى يجب العمل على تحقيقه منها الاكتفاء الذاتى من الاحتياجات الأساسية للحياة ، من غذاء ومصنوعات وطاقة ، كتوجه استراتيجى فى الزراعة والصناعة والطاقة والاكتفاء الذاتى فى صناعة الأسلحة والذخائر على وجه الخصوص ، فالقوى الغربية الآن تتردد فى مهاجمة ومقاطعة إيران ، لعدم جدواها ، حيث تنتج إيران السلاح والذخائر التى تحتاجها بالإضافة إلى توزيع مراكز الانتاج والتخزين جغرافيا فى مختلف أنحاء البلاد ، وعدم تركيزها فى موقع واحد ، مما يحقق الاكتفاء الذاتى بالنسبة لكل منطقة من مناطق الوطن على قدر المستطاع ، ومما يجعل مهمة العدو صعبة فى تحطيمها أو منع وصول منتجاتها إلى باقى أنحاء الوطن وكذلك عمل مخزون استراتيجى من الغذاء والدواء والطاقة يكفى لمدة شهرين على الأقل ، وموزع جغرافيا على البلاد ، ومحمى تحت الأرض مع تجهيز وتحصين وحدات الإنتاج بصورة مقاومة للقصف الجوى أو الأرضى ، وتأمين ملاجىء للعمال للعمل تحت القصف.

وفيما يتعلق بالتنمية الزراعية أشارت إحدى الدراسات المقدمة إلى حجم الدمار الذى ألأحقته الآلة العسكرية الصهيونية خصوصا وأن معظم عناصر التلوث من العناصر والمعادن الثقيلة والتى لها نظائر مشعة ولذلك فإن الخطر الإشعاعى يعتبر من الأخطار الجسيمة على كل من يتعرض لها سواء كان التلوث فى الهواء الذى نستنشقه، أو فى الأرض التى نزرعها، او فى المياه التى نشربها أو نستخدمها فى الرى وأشارت الدراسة إلى أنه حتى لا يحدث مزيد من الضرر والأذى لمن يرغبون فى زراعة هذه الأراضة وإعادة إستغلالها، فإنه يجب البدء فوراً فى التشخيص العلمى للمناطق الملوثة وتنقية التربة من الملوثات كذلك تنقية المياه باستخدام التقنية البيولوجية .

ومن الأفكار الهامة التى تم عرضها فكرة انشاء حزام من الأشجار الخشبية والأشجار المثمرة والنخيل حول المدن وداخلها ويكون لها أهمية أمنية تتمثل فى توفير معوق لعمليات الاجتياح بالآليات والدبابات وتوفير ساتر يمكن من خلفه مراقبة العدو والتعامل معه كذلك أهمية اقتصادية تتمثل فى توفير أخشاب يمكن الاعتماد عليها فى التصنيع وكذلك للوقود محليا وتوفير ثمار تساعد بنسبة فى الاكتفاء الذاتى .

وقد أوصى المؤتمر فى نهايته بالتالى فى نهايته بالمطالبة برفع الحصار عن قطاع غزة، وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني. ورفع القيود فورا عن دخول مواد التعمير اللازمة للمرحلة القادمة والمطالبة برفع القيود عن دخول الخبراء والمتخصصين والكفاءات البشرية اللازمة لأعمال التعمير إلى قطاع غزة بالإضافة إلى المطالبة بإنشاء هيئة علمية استشارية دولية دائمة من الدول العربية والإسلامية مسئولة عن إعمار فلسطين، تقدم لها جميع الأبحاث والأفكار ، لدراستها وتفعيلها ، وفق رؤية وحاجات الشعب الفلسطيني واستراتيجياته.

كذلك أوصى المؤتمر بتوفير وإتاحة المعلومات اللازمة عن قطاع غزة للمخططين والمتخصصين للإعداد لمشروعات التعمير وفق الرؤية الشاملة المتكاملة والتعجيل بتسليم حكومة غزة نسبة 2% من تكلفة الإعمار لتبدأ فورا فى عمل الدراسات والتخطيطات والتصميمات الملائمة لإحتياجاتها، إلى أن تحل إشكاليات آلية تمويل التعمير.
وتؤكد لجنة التنسيق بين النقابات استمرارها فى تجميع الأفكار والمقترحات بعد المؤتمر، وأعتبار أن ماطرح من أفكار ومقترحات فى المؤتمر هو البداية كذلك تفعيل الافكار والمقترحات الملقاة في المؤتمر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مقالات متصلة

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...