يسخر الفلسطينيون المقيمون في قطاع غزة، من قرار مصر كل فترة وأخرى، فتح معبر رفح استثنائيا أياماً قليلة لأسباب إنسانية.
وقد أصبح المعبر، رغم تجهيزاته ومبانيه الحديثة، نقمة بالنسبة الى الغزيين، إذا اغلق، بات الفلسطينيون محاصرين وغير قادرين على الحركة، وتلك مأسأة، وإذا فتح فإن اجراءات العبور القاسية وساعات الانتظار تحول فرصة الخروج أو الدخول الى غزة الى معاناة.
عبور رفح، مرهون باجتياز ثلاثة حواجز، قبل أن تطأ أقدام الفلسطينيين الأراضي المصرية، في حين تدقق ثلاثة أجهزة أمنية في أسماء المسافرين وتمرر اسماءهم في ملفاتها، قبل أن ترفض أو تقبل عودة الفلسطيني
إلى بلاده أو مغادرتها.
داخل جدران المعبر تتجسد المعاناة الحقيقية للفلسطينيين، عند السماح بفتحه استثنائياً سواء داخل صالته أو خارجها، في الداخل لا تقل ساعات الانتظار المرة عن ثماني ساعات بعد المرور من البوابة من الجهة الفلسطينية حتى الخروج إلى الأراضي المصرية
وربما بعد هذا العذاب يُرفض الدخول، فتتم إعادة الفلسطيني إلى قطاع غزة.
والأسباب المعروفة لهذا الانتظار هو أن كشوف الأسماء تُراجع من ثلاث جهات أمنية ثم تُرسل إلى القاهرة، حيث يتم الانتظار مجدداً لحين إرسال فاكس بالموافقة أو رفض المسافر.
خارج البوابة الرئيسية للمعبر، لك أن تتخيل حجم معاناة آلاف الفلسطينيين المنتظرين السماح لهم بدخول أرض المعبر الفعلية، تحت الشمس الحارقة صيفاً أو تحت الأمطار والرياح شتاء، دون خدمات سوى ‘كافيتيريا’ رديئة ودورات مياه تنقطع عنها المياه باستمرار، ناهيك عن التدافع أو الاشتباك بين العالقين وأفراد الأمن المركزي تصل أحيانا إلى الاعتداء بالضرب على المسافرين.
معبر رفح يُلخص ما يتعرض له الفلسطينيون من قصف وظلم وتعسف، المعبر أيضاً تقصفه (إسرائيل) كل عدة أيام، فتتساقط منه ألواح زجاجية وشظايا أو أسقف معلقة مثل مصائر أغلب الفلسطينيين، وتصيبه بعض الشروخ.
نقلا عن صحفية الجريدة الكويتية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق