بينما تهنأ شعوب العالم بمختلف الأديان بأعيادها في فرحة وهناء وسرور، ورحلات إلى أماكن خلابة وجملية، وتناول أشهى المأكولات، يعيش أهالي قطاع غزة حياة قاسية فرضها الظالمون عليها، ففرضوا على قطاع غزة حصارا، منع دخول أدنى مقومات الحياة عبر المعابر.
فاليوم يعيش أكثر من 70 بالمائة من أهالي غزة في فقر وعلى دخل يقل عن 250 دولاراً في الشهر لأسرة مكونة
فاليوم يعيش أكثر من 70 بالمائة من أهالي غزة في فقر وعلى دخل يقل عن 250 دولاراً في الشهر لأسرة مكونة
من عدد يصل إلى تسعة أفراد.
تعطيل مرافق الحياة
ففي ظل أوضاع اقتصادية صعبة، سببها الاحتلال الصهيوني الذي فرض حصاره الظالم على قطاع غزة، مما أدى إلى تعطيل الحياة في كثير من مرافق الحياة، بسبب النقص الشديد في كثير من الحاجيات الأساسية التي تلزم كل إنسان موجود على سطح الأرض، وقد أدى هذا النقص إلى ارتفاع الأسعار إلى أضعاف مضاعفة.
وكان أهل غزة قبل الحصار الظالم كثير منهم يقدم الأضاحي ، أما عيد الأضحى القادم فمختلف تماما عن سابقيه، فلقد اجتمع الحصار مع فراق الأهل، ليغيرا معالم العيد القادم تماما.
ولأن الحصار ما زال قائما، وما زال مفروضا على شعب غزة، فالمعاناة مستمرة، فمعدلات الفقر زادت بسبب الحصار، وكثير من العائلات تجد لقمة العيش بصعوبة بالغة.
وما زاد الطين بلة الحرب الأخيرة على قطاع غزة التي راح ضحيتها ما يقارب 1450 شهيد، وآلاف الجرحى، ليغدو عيد الأضحى القادم محطة لذكريات الحرب والأهل والأصحاب الذي قضوا في تلك الحرب التي لم يسلم منها أحد.
استقبال العيد بمزيد من الألم
فأهل غزة يستقبلون الأعياد بالدموع والأوجاع، والمكان الأكثر قصدا من قبل الأهالي هو المقبرة، لزيارة من غابوا تحت الثرى، بفعل وحشية آلة الحرب الصهيونية
العديد من المحاصَرين بغزة، وعنده سؤالهم عن استعداداتهم للعيد، وهل سيقدمون أضحية في هذا العيد يجيب هذا الشاب الغزواى
محمد "23عاما" وهو طالب بكلية الزراعة في جامعة الأزهر بغزة: نستقبل هذا العيد بحزن شديد على أصدقائي وإخواني الذين استشهدوا في الحرب الماضية.
وأضاف: أما بالنسبة للأضحية فلن نضحي هذا العام، فكيف نضحي ونحن لا نملك المال، فبيتنا تضرر كثيرا من الحرب، والوضع الاقتصادي بالنسبة لنا متدهور جدا.
أما إياد "21 عاما"، فهو طالب كلية التربية في جامعة الأقصى، فيقول: أنا لا أعتقد أننا سنقدم أضحية هذا العام، كنا في السابق نقدم الأضاحي كل عام، وكان أبي يعمل في البناء، أما مع بداية الحصار أي ما قبل 4 سنوات، فلم نقدم أضحية في عيد الأضحى المبارك، لأن أعمال البناء منذ بداية الحصار توقفت، وذلك بمنع الاحتلال دخولها لقطاع غزة.
أما جمال "20عاما "، وهو طالب تربية في جامعة الأزهر بغزة فيقول: لقد تضررنا كثيرا في الحرب، ولكن من المحال أن نترك عاما بدون أضحية، لقد اقتصد أبي منذ أشهر بعض الأموال من أجل هذا العيد المبارك، ونسال الله أن يتقبل منا هذه الأضحية.
لن نضحي هذا العيد
ويقول إياد "13 عاما" ، وهو طالب في الإعدادية: كنا كل عام نضحي بخروف، أو يشترك أبي مع أعمامي في عجل كبير، يوزع العجل بين أعمامي وأبي بالتساوي.
واستأنف قائلا: أما هذا العيد فمختلف تماما عن سابقيه، فكيف لنا أن نضحي هذا العيد، واثنين من أخوتي قد رحلوا في الحرب، وهدم الاحتلال بيتنا.
ويقول ناجي "27 عاما"، كنا في السابق في سعة من أمرنا، كان لنا بيت جميل، ودخل كبير نستطيع من خلاله العيش بكرامة وهناء، وكنا دوما نقدم الأضاحي في كل عيد.
وأضاف: ولكن بعدما هدم الاحتلال بيتنا، أصبحنا نقدم مبلغا كبيرا، لصاحب البيت الذي نستأجر منه، فأصبح الوضع عسيرا.
وما زالت غزة المحافظة على الثوابت، تدفع ثمن العزة والكرامة وثمن دفعها عن بوابة مصر والعرب الشرقية، فها هي تستقبل الأعياد بقلة الأموال ودموع الفراق على أناس كانوا معنا في عيد الأضحى الماضي، أما اليوم فقد رحلوا بفعل الحرب ... عيد بأي حال عدت يا عيد بما مضى أم لأمر فيه تجديد؟!
لا تحزنوا أخواتي وأخواني في الله .. ما تضيق إلا لما تفرج ..
ردحذففقد اقترب الوعد الحق إن شاء الله ..
وفلسطين .. أرض العرب وأرض الإسلام وأرض الأمة.
والقدس .. قدس الله.
كل عام وأنتم في أفضل حال إن شاء الله .. آمين.