الاثنين، 7 ديسمبر 2009

البوابيرتعود من جديد الى غزة فى ظل نقص الغازومركزحقوقى يحذر من حدوث كارثة إنسانية بالقطاع فى حال استمرار الأزمة ويدعو مصرلقيام بواجبها بهذه الأزمة

نيوز فلسطين - غزة المحاصرة
أعادت أزمة نقص غاز الطهي التي برزت من جديد في القطاع العديد من المهن القديمة إلى الواجهة.
واستغل أشخاص متعطلون عن العمل الأزمة لفتح محال لإصلاح أجهزة التدفئة الكهربائية، والتي تعمل
على الوقود السائل.
ولم يخيب المواطنون الذين أحسوا بالأزمة بشكل عميق خلال الأيام الأخيرة هؤلاء المستجدين وتوافدوا على محالهم الصغيرة والبدائية بالعشرات لإصلاح ما يمكن إصلاحه من أدوات ركنوها وتخلصوا منها في الماضي القريب عندما انتهت أزمة الغاز السابقة.
واصطف العديد من المواطنين مصطحبين معهم "بوابير" الكاز أمام محل الشاب خالد أبو زياد بالقرب من الشيخ رضوان لإصلاحها ووضع "فتايل" لها.
وخلال مدة زمنية قصيرة، تكدست عشرات "البوابير" والأجهزة الكهربائية على رفوف المحل الذي أعيد افتتاحه مرة أخرى بعد تجدد أزمة الغاز التي بدأت تظهر في القطاع قبل أكثر من شهر.
أما المواطن حسين معروف، فقد بدا أكثر حيوية وتألقا في إصلاح الأجهزة رغم كبر سنه ووصوله إلى سن الخامسة والستين، مؤكدا أنه يريد أن يثبت لأهالي الحي قدرته الفائقة والدقيقة على إصلاح "البوابير" ومنافسة أصحاب المهن رغم عدم امتلاكه الخلفية لذلك، كونه كان يعمل مقاول بناء داخل الاراضى المحتلة عام 48م قبل انتفاضة الاقصى .
وأكد أنه وجد في هذه المهنة ملاذا ينقذه من حالة العوز والفقر التي ألمت به منذ أن أغلقت قوات الاحتلال
حدودها ومعابرها أمام العمالة الفلسطينية.
وقال معروف الذي يستعين بعدد من أحفاده، إنه لم يتردد في استخدام إحدى غرف منزله الواقعة على أحد الشوارع الفرعية لاستقبال أجهزة المواطنين المعطلة.
وأضاف مازحاً إنه لم يحلم في يوم من الأيام أن يلجأ إلى هذه المهنة التي كادت تندثر لولا الأزمات المتتالية التي تفتعلها قوات الاحتلال والحصار الذي تفرضه على القطاع.
ولم يواجه الشاب منهل نصر أية مشكلة في إصلاح "البوابير"، مؤكدا أنه اكتسب الخبرة من استخدام تلك "البوابير" في منزله خلال أزمة الغاز الماضية والحالية، وأشار إلى أنه لجأ إلى فتح ورشة صغيرة أمام منزله لعدم وجود فرصة عمل أمامه.
وأبدى رضاه عن إقبال المواطنين خلال الأيام القادمة، مشيرا إلى أن نسبة الإقبال تتزايد يوما بعد يوم.
وافتقدت الغالبية العظمى من المنازل إلى غاز الطهي بعد مرور عدة أسابيع على الأزمة، ما جعل المواطنين يوسعون اعتمادهم على الأجهزة البدائية التي تعطل بسرعة.
أما ميكانيكي آبار المياه القديمة "أبو محمود"، فقد جند خبرته في تركيب وإصلاح الآبار الارتوازية القديمة في إصلاح "البوابير"، معتبرا أن قدراته العقلية والجسمانية لا تزال حاضرة بكل قواها ولياقتها.
وعبّر عن ارتياحه العميق لقدرته على إصلاح أي نوع من الأدوات الكهربائية و"البوابير"، مشيرا إلى أن ذاكرته لم تخنه وتخذله رغم ابتعاده لأكثر من عشرين سنة عن مهنته الأصلية.
وقال "أبو محمود" في أواخر الستينيات من عمره إن إصلاح الأجهزة القديمة يعتبر متعة، لأنها تعيده إلى سنوات طفولته وشبابه، بجانب كونها مهنة يعتاش من ورائها ولو لفترة محدودة.
وتابع قائلا إنه كان يسخر من بعض الأشخاص الذين كانوا يحثونه على فتح محل لإصلاح الأجهزة في بداية أزمة غاز الطهي الماضية، لكنه اضطر هذه المرة لفتح محل بعد ارتفاع الطلب عليه لإصلاح "البوابير" والأجهزة التي كانت تتدفق على منزله بالعشرات.
وبحسب تجار غاز ومسؤولين، لا تلوح في الأفق القريب بوادر حل الأزمة بشكل جذري، في ظل تعنت قوات الاحتلال وتقنينها لكميات الغاز الواردة إلى القطاع.

تحذير من حدوث كارثة إنسانية بسبب منع إدخال غاز الطهي لقطاع غزة
حذر مركز سواسية لحقوق الإنسان من الأوضاع المعيشية الصعبة التي يمر بها سكان قطاع غزة لاسيما جراء منع الجانب الصهيونى
إدخال غاز الطهي للقطاع منذ أكثر من ثلاثة أشهر وتعمد خلق أزمة وإرباك للمواطنين ، مما يدفع العديد منهم للبحث عن بدائل لا تتوفر هي الأخرى بسبب الحصار المفروض منذ ثلاث سنوات على القطاع .
أشار المركز إلى أن منع إدخال الكميات المطلوبة والضرورية يوميا من الغاز الطهي تسبب حتى الآن في إغلاق العديد من المخابز والمصانع وتوقف الدفيئات الزراعية ومزارع الدواجن عن العمل نتيجة لهذا المنع وعدم وجود الغاز اللازم لتشغيلها مما ينذر بوقوع كارثة إنسانية في القطاع تطال كل نواحي الحياة
وأضاف المركز ان كيان الاحتلال تتعمد منذ أن فرضت الحصار تارة بمنع إدخال كميات الغاز التى يحتاجها القطاع من هذه السلعة الضرورية ، وتارة أخرى بإدخال كميات بسيطة لا تفى باحتياجات المواطن اليومية لتظهر للعالم أنها توفر كل ما يحتاجه القطاع وأنها ليست السبب فى معاناة المواطن الفلسطينى .
وأوضح المركز أن هذه السياسة تعتبر بمثابة خطوة من خطوات الحصار لإذلال ومعاقبة المواطن الفلسطينى عقابا جماعيا مضيفا إلى أن إسرائيل تتعمد اللجوء لهذه السياسة مع دخول فصل الشتاء ومضاعفة الطلب على هذه السلعة مما يفاقم الأزمة ، وان هذه السياسة تعتبر انتهاك لكافة القوانين والشرائع الدولية .
طالب المركز المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومؤسسات حقوق الإنسان بضرورة التدخل الفوري والعاجل والضغط على كيان العدو لإدخال ما يحتاجه القطاع من غاز الطهي وتجنب حدوث كوارث إنسانية .
ودعا المركز مصر إلى تزويد القطاع بما يحتاجه من هذه السلعة ، كما ودعا المركز المجتمع العربي والاسلامى الخروج من حالة الصمت التى يعيشها والتحرك من اجل كسر الحصار والمطالبة بفتح معبر رفح المنفذ الوحيد مع العالم الخارجي لإنقاذ مواطني القطاع من كوارث الحصار وويلاته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مقالات متصلة

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...