مدونة نيوز فلسطين -إيمان عامر
تصدرت مسألة غلاء المهور في قطاع غزة، واجهة أحد المواقع الحوارية الالكترونية، حيث ناقش مرتادو الموقع المسألة بكثير من الضجر، معتبرين أن هذا الغلاء يقف في وجه معظم الشباب المقبلين على الزواج، ويخالف ما دعت إليه الشريعة الإسلامية، واحتدم النقاش حينما أبدت بعض الفتيات تأييدهن لهذا الأمر لمبررات سيتطرق إليها تقرير "فلسطين" الذي يوضح رأي الشرع في غلاء المهور، وما يتوجب على الناس فعله في هذا الصدد:
بالحد المعقول !
الشاب حامد بركات "25" عاماً أحد المؤيدين والمعارضين لغلاء المهور في الوقت ذاته، وبرر ذلك بقوله:"أسعار البضائع مرتفعة، وكذلك الذهب والذي هو أساس "جهاز العروس"، معتبراً أنه وقبل الحصار كانت ثلاثة آلاف دينار أردني كافية لشراء الذهب والبضائع "بالمعقول"، إلا أنها في هذه الأوقات لا تكفي إلا لشراء
القليل منها.
القليل منها.
أما اعتراضه على هذا الغلاء فكان له أسبابه، ومنها صعوبة الوضع الاقتصادي في غزة، حيث إنه ليس من السهل أن يحصل الشاب على وظيفة، وإن وجدها فإن الراتب في الغالب بسيط، بالإضافة إلى غلاء المعيشة.
واقترح بعض الحلول لمواجهة هذه المشكلة التي تفت بعضد الكثير من الشباب الغزي، وأولها أن تقوم الحكومة والجهات المسئولة بالعمل الجاد لتحسين الوضع المعيشي في القطاع، مثل زيادة نسبة "غلاء معيشة" على رواتب الموظفين، وتكون مطالب أهل العروس معقولة، بحيث لا يضعوا مطالب تعجيزية، لا يستطيع العريس تخطّيها، وقال:"ولا ضير لو قام أهل العروس بتوفير بعض المطالبات القادرين عليها لإتمام مراسم الزواج".
أما سهير "22" عاماً فترى في غلاء المهر أمر عادي، لأن فيه حفظاً لمكانة الفتاة، ورفعاً لقدرها، كما أن الوضع الحالي الذي يشهد غلاء الأسعار الفاحش يدعو لارتفاعها، موضحة أنها لن تقبل بمهر أقل من خمسة آلاف دينار أردني في
الوقت الحالى.
الوقت الحالى.
تكريم للمرأة
د. زياد مقداد، نائب عميد كلية الشريعة في الجامعة الإسلامية، لفت إلى أن مهر المرأة من حقوقها التي شرعها الإسلام، وأثبتته الشريعة ليتكلف به الأزواج، لقوله عز وجل :"وآتوا النساء صدقاتهن نحلة، فإن طبن لكم عن شيء منه نفساً فكلوا هنيئاً مريئا"، معتبراً أن إثبات الإسلام لهذا الحق هو تكريم للمرأة ووسيلة تستعين بها على تلبية حوائجها في أوائل أيام زواجها. وأكد أن هذا المهر ليس ثمناً للزوجة أو ثمناً للاستمتاع بها، لأن المرأة في الإسلام ليست سلعة تباع وتشترى ولا متاعاً أو عقاراً يستأجر بالمال مدة ثم يترك، "فرباط الزوجة رباط مقدس، وآية من آيات الله تتحقق فيها المودة والرحمة والسكن لكل من الزوج و الزوجة وأولادهما".
وأضاف د. مقداد:" فإن الإسلام وهو يشرع المهر كحق للزوجة، نبه إلى ضرورة عدم المغالاة فيه، حيث قال صلى الله عليه وسلم:" أيسرهن مهرا أكثرهن بركة"، كما رغب القرآن الكريم في تزويج فقراء المسلمين ممن لا يملكون المال الكثير ولا يستطيعون دفع المهر الكبير".
وذكر بأن الله عز وجل وعد أولئك الفقراء إن زوجناهم بأن يغنيهم الله من فضله، وذلك في قوله تعالى :"وانكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله"، وفي ذلك إشارة واضحة إلى عدم تحبيذ المغالاة في المهور، وإلى أن الخير في تخفيفها.
لا تغالوا ولكن..
واستدرك بالقول:"ولكن دعوة الإسلام إلى عدم المغالاة في المهور، لا تعني امتناع القادرين والأغنياء عن دفع المهر الذي يتناسب مع إمكاناتهم، وبما يلبي متطلبات الزوجة بما يتوافق مع المستوى الذي تعيشه، فإن الله عز وجل يقول:"وإن آتيتم إحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئا"، وفي ذلك إشارة إلى جواز دفع المهر الكبير للزوجة..ولكن يبقى الهدي العام في تعاليم الإسلام هو التيسير والتخفيف في المهر سواء على الغني أو الفقير.
وأوضح أن هذا هو هدي الشريعة الإسلامية في مهور بنات المسلمين، متسائلاً باستغراب:فهلا استجبنا لهذا الهدي القرآني والنبوي الحكيم؟، وهلا يسرنا على شباب المسلمين المقبلين على الزواج هذا الأمر فلم نكلفهم بما يسبب لهم الضيق والحرج، ويراكم عليهم الهموم والديون؟!، مشيراً إلى أنه في قلة المهور إنزال للبركات على بيوت الأزواج والزوجات، وعلى الأبناء والبنات، لتملأ السعادة والهناء حياتهم.
مشاكل للغلاء فتجنبوها
وعن آثار غلاء المهور على الزوجين، أجملها في تسلل المشاكل والهموم داخل البيوت والمتسببة عن المهر الكبير والتكاليف الباهظة للزواج بما تلحقه من ديون يصعب تسديدها، إلى جانب أنها تفسد عليهم حياتهم وتنغص عليهم هناءهم وتعرض علاقتهم للاضطراب، منوهاً إلى تأثيرها على الشباب المقبلين على الزواج حيث يؤدي ارتفاعها إلى تأخرهم لسنوات طوال حتى يجمعوا المهر وتكاليفه مما قد يعرضهم في هذه الفترات للفتن والمفاسد، ويتسبب في "عنوسة" الفتيات. وناشد د. مقداد أولياء الأمور بأن يرحموا شباب المسلمين ويرفقوا بفتياتهم، فلا يغالوا في المهور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق