الاثنين، 13 فبراير 2012

الحياة في غزة تأتي فجأة بقلم/ سحر النحال‎

غزة|نيوز فلسطين |كتبت سحر النحال

الحياة هنا تأتي فجأة، والموت لايخشى، حصار طال احتضانه بليل مظلم، وبقهر مؤلم، بأنفاق ترابية قتلت الشباب وبدموع شوهت وجوه فتيات بتاريخ سطر أوراقه بين الأموات.

هل تعيد غزة الحياة من فقدانها لأبنائها ؟

هل تستنجد غزة بأبنائها؟

هل تموت غزة من آلامها؟

هل تسرق غزة ضحكاتها؟

هل يُبكي غزة شد جراحها؟

هل يُؤلم غزة قتل عشاقها؟

هل يُلهب غزة نار ثوارها؟

هل يُحزن غزة دمعات فتياتها؟



أبدا لا، غزة تعطي الحياة لأطفالها لشيوخها، لشبابها، لفتياتها، غزة من تعطي الأمل والنور لظلام دام سنين.

غزة أصبحت معلومات ومقاطع فيديو وصور وخواطر وأشعار وأغاني يتعجب لأمرها القاصي والداني.

غزة من أوقفت محرقة، قتلت فاجعة في حصار دام، وفي حروب طالت وفي اجتياحات تمادت.

آه ثم آه لحياة طال انتظارها لعشاق قتلت آمالها، لعيون تعبت دمعاتها، لكلمات توقفت مكانها، لحصار أحاطك غزة بحياة طال انتظارها، لحياة أتعبتنا من علقم مرارها.

غزة لم تموتين، أعتقد انك منا تتفاجئين، أم أصبحت من عيون المتعاطفين تسخرين.



الحياة تعاد هنا مرة أخرى بأنفاق للحياة وان أطلق عليها اسم أنفاق التهريب .

عندما يسلب الأب لابنته لعبة، هو يسرق ينهب، هذا هو التهريب!

عندما يتمرد طفل على فقره فيبحث عن لقمة عيشه، أيضا هذا هو التهريب!

عندما يأتي شاب بداء لوالدته، هو يسرق ينهب، أيضا هذا هو التهريب!

عندما تذهب فتاة لنصيب عرفها في مكان آخر، هي تسرق تنهب، أيضا هذا هو التهريب!



في غزة نسرق الحياة، لأنها هنا تأتي فجأة وان كنا نحياها وموتنا لايخشى، فأصبح الشباب يقتلون أنفسهم من أجل أن تكون حياتهم فجأة، وهنا وهناك من قتلته أنفاق الحياة .

هنا من بترت ذراعيه وهناك من فقد أحد ساقيه، هنا من أصيب بشلل أقعده وهناك من غادر الحياة لأنفاق قتلته.

في غزة البحث عن الحياة بمعنى آخر فإن الموت هنا لا يخشى و إن أخد بالأسباب وابتعد المرء عن ذلك الموت، والغزيين هنا يعشقون موت قد يكتب لهم الحياة مرة أخرى بأنفاق تذهبهم أحياءا وقد تقذفهم موتى.



متوهم من يفكر بأن غزة تطلب من أحد الحياة فهي تمنحها لمن يريدها، متوهم من يعتقد أن غزة ستموت من ظلمة الليل فهي تنور الحياة بضجيجها.

في غزة منتجعات أماكن ترافق المواطنين بظلامها الدامس وبمستقبلها اليائس، بأنفاق هدمت أحلام الشباب وبمعابر أغلقت الأبواب.

من المسؤول عن حياتنا هنا نحن أم أطراف زادوا مرارة صراعنا مع الحياة ؟

من المسؤول عن آلامنا إخوتنا المنفصلين أم عدو ضحك وسخر من افتراقنا سنين وسنين؟

هناك تعليق واحد:

مقالات متصلة

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...