انتفاضة الحجارة ..
الشرارة التي أشعلت الأرض لهيبا تحت أقدام المحتلين الصهاينة
الشرارة التي أشعلت الأرض لهيبا تحت أقدام المحتلين الصهاينة
غزة المحاصرة- خاص مدونة نيوز فلسطين
يصادف اليوم الثامن من ديسمبر الذكرى الثالثه والعشرين لانتفاضة فلسطين الشعبية (انتفاضة الحجر)
التي امتدت 79 شهرا ما بين 8 كانون الأول 1987 - 1994 ،
واستشهد فيها أكثر من 1500 شهيد فلسطيني وجرح حوالي 70 ألف فلسطيني
واعتقل فيها نحو 100 الف فلسطيني لمرة واحدة أو عدة مرات ،وإبعاد قرابة 500 شخصية فلسطينية .
فقد شهدت الأراضي الفلسطينية في شهر 8 كانون الأول عام 1987،
انتفاضة شعبية واسعة شارك فيها كافة أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل،مدعوما من قيادة فلسطينية بالخارج.
ففي الثامن من كانون الأول 'ديسمبر' 1987،
كانت حافلات تقل عمالاً فلسطينيين عائدين من مساءً من أماكن عملهم داخل المنشآت اليهودية
في فلسطين المحتلة 1948 ( داخل الخط الأخضر ) إلى قطاع غزة،
وحين كانت على وشك القيام بوقفتها اليومية أمام الحاجز الصهيوني 'بيت حانون' للتفتيش،
داهمتها شاحنة عسكرية صهيونية ،ما أدى إلى استشهاد أربعة عمال وجرح سبعة آخرين،
جميعهم من سكان مخيم جباليا في القطاع.
ولدى تشييع الشهداء الأربعة، شاركت طائرات مروحية صهيونية جنود الاحتلال
الذي كانوا برا في قذف القنابل المسيلة للدموع والدخانية لتفريق المتظاهرين الغاضبين،
وقد استشهد وأصيب في ذلك اليوم بعض المواطنين،
وفرضت سلطات الاحتلال نظام منع التجول على بلدة ومخيم جباليا
وبعض أحياء في قطاع غزة.
وفي 10-12-1987 تجددت المظاهرات والاشتباكات مع قوات الاحتلال،
حيث عمت مختلف مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية
وقطاع غزة في أكبر تحد لسلطات الاحتلال وإجراءاتها التعسفية
ضد أبناء الشعب الفلسطيني.
لقد بدأت الانتفاضة الأولى في التاسع من كانون أول (ديسمبر) من عام 1987م،
وهدأت في العام 1991، وتوقفت نهائياً مع توقيع اتفاقية أوسلو الهزيلة الظالمة
على الشعب الفلسطيني بين كل من سلطات الاحتلال الصهيوني
من جهة وبين منظمة التحرير الفلسطينية عام 1993م،
حيث مثّلت هذه الاتفاقية ضربة عظيمة وخنجراً مسموماً
زرع في خاصرة تضحيات الشعب الفلسطيني الصامد.
ولقد استخدم مصطلح "انتفاضة" لأوّل مرّة لوصف الثورة الشعبية الفلسطينية
وهدأت في العام 1991، وتوقفت نهائياً مع توقيع اتفاقية أوسلو الهزيلة الظالمة
على الشعب الفلسطيني بين كل من سلطات الاحتلال الصهيوني
من جهة وبين منظمة التحرير الفلسطينية عام 1993م،
حيث مثّلت هذه الاتفاقية ضربة عظيمة وخنجراً مسموماً
زرع في خاصرة تضحيات الشعب الفلسطيني الصامد.
ولقد استخدم مصطلح "انتفاضة" لأوّل مرّة لوصف الثورة الشعبية الفلسطينية
الأسباب المباشرة والبعيدة لانتفاضة الحجارة
في الثامن من ديسمبر / كانون الأول 1987م،
دهست شاحنة صهيونية يقودها صهيوني من أشدود سيارة يركبها عمال فلسطينيون من جباليا - البلد متوقفة في محطة وقود،
مما أودى بحياة أربعة أشخاص وجرح آخرين،
وقد اكتفت الإذاعة بإعلان الخبر دون أن تركز عليه لأنه كان عبارة عن حادث يشبه العديد من الحوادث المماثلة،
وقد أُشيع آنذاك أن هذا الحادث كان عملية انتقام من قبل والد أحد الصهاينة تم طعنه قبل يومين حتى الموت
بينما كان يتسوق في غزة،فاعتبر الفلسطينيون أن الحادث هو عملية قتل متعمد.
في اليوم التالي
وخلال جنازة الضحايا اندلع احتجاج عفوي قامت الحشود خلاله
بإلقاء الحجارة على موقع للجيش الصهيوني بجباليا - البلد
فقام الجنود بإطلاق النار دون أن يؤثر ذلك على الحشود،
وأمام ما تعرض له من وابل الحجارة وكوكتيل المولوتوف،
طلب الجيش الصهيونية الدعم، وهو ما شكل أول شرارة للانتفاضة،
ولكن هذه الحادثة كانت مجرد القشة التي قصمت ظهر البعير،
لأن الانتفاضة اندلعت بعد ذلك بسبب تضافر عدة أسباب.
وإذا كانت الانتفاضة قد اندلعت بسبب قتل أربعة فلسطينيين،
فإن هناك أسبابا عميقة لها تتمثل في عدم تقبل الاحتلال الصهيوني،
حيث أن الشعب الفلسطيني لم يتقبل ما حدث له بعد حرب 1948،
وبالذات التشريد والتهجير القسري وكونه يتعرّض لممارسات
العنف المستمرّة والإهانات والأوضاع الغير مستقرّة في المنطقة،
علاوة على الجوّ العامّ المشحون والرغبة في عودة الأمور إلى نصابها قبل الاحتلال
كما أن معظم شعوب العالم لم ترضى باحتلال قوّة أجنبيّة للأرض التي كانوا يعيشون عليها
منذ آلاف السنين، كما أثر تردّي الأوضاع الاقتصادية،
حيث أنه وبعد حرب الأيام الستة فُتح للفلسطينيين باب العمل في داخل الخط الأخضر
مما سمح للاقتصاد المحلي بأن يتطور،
ولكن سرعان ما تدهورت الأوضاع إذ بدأ الفلسطينيون يتجرعون إذلالاً يومياً
وبدأت ظروف العمل تتدهور،
كما أن احتلال القدس عام 1967 ثم أعلنتها عاصمة أبدية لها
كان له دور بارز في الثورة في قلوب ونفوس الفلسطينيين،
مع ما صحب ذلك من إجراءات من بينها تقنين الدخول إلى الحرم الشريف
وأماكن العبادة الإسلامية، كما تم الاستيلاء على عدد من الأراضي لترسيخ فكرة القدس كعاصمة غير قابلة للتقسيم
من خلال بناء المستوطنات بها.
فشل الجهاز القيادي الصهيوني
ولقد مثلت الانتفاضة الأولى فشلاً للجهاز القيادي الصهيوني
الذي لم يكن منتبها إلى الغليان الفلسطيني بالرغم من التحذيرات
التي أبداها عدد من السياسيين الصهاينة، وانتقص قادة الاحتلال من شأنها،
حيث اجتمع عدد من العسكريين في موقع جباليا الذي هاجمته الحشود الفلسطينية خلال الجنازة،
وأمام حجم حركة الاحتجاج طلب الاحتياطيون الدعم،
لكن المشرف على الإقليم رد بأنه لن يحصل أي شيء.
وأضاف بأن الحياة ستعود إلى طبيعتها في الغد ولم يتم القيام بطلب أي دعم أو إعلان حظر تجول،
لكن الاضطرابات لم تهدأ في اليوم الموالي،
ورفض أغلب السكان التوجه إلى أماكن عملهم
كما قام طلبة الجامعة الإسلامية في غزة بالتجول في الشوارع داعين الناس
إلى الثورة وقد اشتعل فتيلها بالفعل.
في اليوم الثالث للانتفاضة، توجه إسحق رابين
رئيس الوزراء الصهيونية آنذاك إلى نيويورك
دون أن يأخذ أي إجراءات لمواجهة الانتفاضة،
لكي يضع الأمريكان في صورة الوضع،
ولما عاد أعلن خلال كلمة له في الكنيست الصهيوني وقال:
"سنفرض القانون والنظام في الأراضي المحتلة،
حتى ولو كان يجب المعاناة وسنكسر أيديهم وأرجلهم لو يجب ذلك".
العالم يتعاطف مع الفلسطينيين
وصلت الانتفاضة إلى أعلى مستوى لها في شهر شباط (فبراير)
عندما نشرت صور لجنود صهاينة يضربون فلسطينيين،
ودارت تلك الصور حول العالم بما أثار مشاعر التعاطف مع الفلسطينيين،
أما سلطات الاحتلال الصهيوني فقد اعتمدت سياسية الإيقاع بين الفصائل الفلسطينية
وبعضها البعض، وفي نهاية المطاف فشل جيش الاحتلال في مواجهة أطفال الانتفاضة،
واستنجد بحرس الحدود من أجل إخماد الثورة الشعبية.
"المناشير" والكتابة على الجدران
وقد كانت أكثر الطرق التي يتم من خلالها التواصل
والدعم بين الناس والمقاومين ورجال الانتفاضة،
المناشير والكتابة على الجدران، حيث كانت توزع المناشير عند مداخل المساجد
من قبل أطفال لم تكن أعمارهم تتجاوز السابعة،
أو كان يتم إلقاؤها من نوافذ السيارات قبل طلوع الشمس ويتم تمريرها من تحت الأبواب،
وجاء توزيع المناشير كشكل من أنواع الإعلام البديل
بسبب تشديد دائرة الرقابة على الوسائل الإعلام
التي لم تستطيع الوصول إلى الرأي العام الفلسطيني وأيضا مضايقات واعتقال للصحفيين،
بالإضافة إلى قيام الاحتلال باتباع سياسة تعسفية من خلال الضرب
والإيقاف من دون المحاكمة والتعذيب إلى جانب إغلاق الجامعات
والعقوبات الاقتصادية وبناء المستوطنات،
ومازالت هذه الممارسات مستمرة حتى يومنا هذا،
أما الكتابة على الجدران فقد كانت هي الأخرى وسيلة مهمة يعلن من خلالها ملثمو الانتفاضة
عن الإضرابات والمناسبات وإعلام المواطنين بالأمور والتطورات والإعلان
عن العمليات وما شابه.
قد سعى الفلسطينيون عبر انتفاضة الحجارة إلى تحقيق عدة أهداف
يمكن تقسيمها إلى ثوابت فلسطينية ومطالب وطنية،
كإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس وتمكين الفلسطينيين من تقرير مصيره،
وتفكيك المستوطنات الصهيونية، وعودة اللاجئين دون قيد أو شرط،
وتقوية الاقتصاد الفلسطيني تمهيدا للانفصال عن الاقتصاد الصهيوني،
وإخلاء سبيل الأسرى الفلسطينيين والعرب من السجون الصهيونية
ووقف المحاكمات العسكرية الصورية والاعتقالات الإدارية السياسية
والإبعاد والترحيل الفردي والجماعي للمواطنين والنشطاء الفلسطينيين،
وكذلك لم شمل العائلات الفلسطينية من الداخل والخارج،
ووقف فرض الضرائب الباهظة على المواطنين والتجار الفلسطينيين من قبل الاحتلال.
لعبت النساء الفلسطينيات دوراً بارزاً خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى
إذ لم يكن يخشين مواجهة الجيش الصهيوني أو دعم القضية الفلسطينية
، كان هذا الدعم ملموساً في الواقع إذ كن يمثلن ثلث ضحايا وشهداء الانتفاضة المباركة إياها،
وقد كانت النسوة يساهمن في مساعدة المجاهدين والمقاومين في نقل الحجارة
والعتاد العسكري من أجل مواصلة المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني،
وجيشه الذي يمارس العربدة بحق الفلسطينيين.
لقد حققت الانتفاضة الأولى نتائج سياسية غير مسبوقة
إذ تم الاعتراف بوجود الشعب الفلسطيني عبر الاعتراف الصهيوني الأمريكي بسكان الضفة الغربية
والقدس المحتلة وقطاع غزة على أنهم جزء من الشعب الفلسطيني وليسوا أردنيين،
وأدركت سلطات الاحتلال أن للاحتلال تأثير سلبي على المجتمع الفلسطيني
كما أن القيادة العسكرية الصهيونية أعلنت عن عدم وجود حل عسكري للصراع مع الفلسطينيين.
وجاء مؤتمر مدريد ليشكل بداية لمفاوضات السلام الهزيلة الثنائية بين سلطات الاحتلال
من جهة وبين الدول العربية من جهة ثانية وتم التشاور مع الفلسطينيين حول حكم ذاتي،
ثم إجراء بعد ذلك عدد من المفاوضات غير العلنية بين الفلسطينيين والصهاينة
في النرويج التي أدت إلى التوصل لاتفاق أسلو اللعين
الذي ساهم بشكل كبير في انتهاك حقوق الفلسطينيين مقابل سلام مزعوم،
واتفاقية أوسلو هو اتفاق وقعته سلطات الاحتلال ومنظمة التحرير الفلسطينية في مدينة واشنطن،
الولايات الأمريكية المتحدة، في 13 سبتمبر أيلول 1993،
وسمي الاتفاق نسبة إلى مدينة أوسلو النرويجية التي تمت فيها المحادثات السرّية التي أفرزت هذا الاتفاق
وجاء الاتفاق بعد مفاوضات بدأت في العام 1991 في ما عرف بمؤتمر مدريد.
في اليوم التالي
وخلال جنازة الضحايا اندلع احتجاج عفوي قامت الحشود خلاله
بإلقاء الحجارة على موقع للجيش الصهيوني بجباليا - البلد
فقام الجنود بإطلاق النار دون أن يؤثر ذلك على الحشود،
وأمام ما تعرض له من وابل الحجارة وكوكتيل المولوتوف،
طلب الجيش الصهيونية الدعم، وهو ما شكل أول شرارة للانتفاضة،
ولكن هذه الحادثة كانت مجرد القشة التي قصمت ظهر البعير،
لأن الانتفاضة اندلعت بعد ذلك بسبب تضافر عدة أسباب.
وإذا كانت الانتفاضة قد اندلعت بسبب قتل أربعة فلسطينيين،
فإن هناك أسبابا عميقة لها تتمثل في عدم تقبل الاحتلال الصهيوني،
حيث أن الشعب الفلسطيني لم يتقبل ما حدث له بعد حرب 1948،
وبالذات التشريد والتهجير القسري وكونه يتعرّض لممارسات
العنف المستمرّة والإهانات والأوضاع الغير مستقرّة في المنطقة،
علاوة على الجوّ العامّ المشحون والرغبة في عودة الأمور إلى نصابها قبل الاحتلال
كما أن معظم شعوب العالم لم ترضى باحتلال قوّة أجنبيّة للأرض التي كانوا يعيشون عليها
منذ آلاف السنين، كما أثر تردّي الأوضاع الاقتصادية،
حيث أنه وبعد حرب الأيام الستة فُتح للفلسطينيين باب العمل في داخل الخط الأخضر
مما سمح للاقتصاد المحلي بأن يتطور،
ولكن سرعان ما تدهورت الأوضاع إذ بدأ الفلسطينيون يتجرعون إذلالاً يومياً
وبدأت ظروف العمل تتدهور،
كما أن احتلال القدس عام 1967 ثم أعلنتها عاصمة أبدية لها
كان له دور بارز في الثورة في قلوب ونفوس الفلسطينيين،
مع ما صحب ذلك من إجراءات من بينها تقنين الدخول إلى الحرم الشريف
وأماكن العبادة الإسلامية، كما تم الاستيلاء على عدد من الأراضي لترسيخ فكرة القدس كعاصمة غير قابلة للتقسيم
من خلال بناء المستوطنات بها.
فشل الجهاز القيادي الصهيوني
ولقد مثلت الانتفاضة الأولى فشلاً للجهاز القيادي الصهيوني
الذي لم يكن منتبها إلى الغليان الفلسطيني بالرغم من التحذيرات
التي أبداها عدد من السياسيين الصهاينة، وانتقص قادة الاحتلال من شأنها،
حيث اجتمع عدد من العسكريين في موقع جباليا الذي هاجمته الحشود الفلسطينية خلال الجنازة،
وأمام حجم حركة الاحتجاج طلب الاحتياطيون الدعم،
لكن المشرف على الإقليم رد بأنه لن يحصل أي شيء.
وأضاف بأن الحياة ستعود إلى طبيعتها في الغد ولم يتم القيام بطلب أي دعم أو إعلان حظر تجول،
لكن الاضطرابات لم تهدأ في اليوم الموالي،
ورفض أغلب السكان التوجه إلى أماكن عملهم
كما قام طلبة الجامعة الإسلامية في غزة بالتجول في الشوارع داعين الناس
إلى الثورة وقد اشتعل فتيلها بالفعل.
في اليوم الثالث للانتفاضة، توجه إسحق رابين
رئيس الوزراء الصهيونية آنذاك إلى نيويورك
دون أن يأخذ أي إجراءات لمواجهة الانتفاضة،
لكي يضع الأمريكان في صورة الوضع،
ولما عاد أعلن خلال كلمة له في الكنيست الصهيوني وقال:
"سنفرض القانون والنظام في الأراضي المحتلة،
حتى ولو كان يجب المعاناة وسنكسر أيديهم وأرجلهم لو يجب ذلك".
العالم يتعاطف مع الفلسطينيين
وصلت الانتفاضة إلى أعلى مستوى لها في شهر شباط (فبراير)
عندما نشرت صور لجنود صهاينة يضربون فلسطينيين،
ودارت تلك الصور حول العالم بما أثار مشاعر التعاطف مع الفلسطينيين،
أما سلطات الاحتلال الصهيوني فقد اعتمدت سياسية الإيقاع بين الفصائل الفلسطينية
وبعضها البعض، وفي نهاية المطاف فشل جيش الاحتلال في مواجهة أطفال الانتفاضة،
واستنجد بحرس الحدود من أجل إخماد الثورة الشعبية.
"المناشير" والكتابة على الجدران
وقد كانت أكثر الطرق التي يتم من خلالها التواصل
والدعم بين الناس والمقاومين ورجال الانتفاضة،
المناشير والكتابة على الجدران، حيث كانت توزع المناشير عند مداخل المساجد
من قبل أطفال لم تكن أعمارهم تتجاوز السابعة،
أو كان يتم إلقاؤها من نوافذ السيارات قبل طلوع الشمس ويتم تمريرها من تحت الأبواب،
وجاء توزيع المناشير كشكل من أنواع الإعلام البديل
بسبب تشديد دائرة الرقابة على الوسائل الإعلام
التي لم تستطيع الوصول إلى الرأي العام الفلسطيني وأيضا مضايقات واعتقال للصحفيين،
بالإضافة إلى قيام الاحتلال باتباع سياسة تعسفية من خلال الضرب
والإيقاف من دون المحاكمة والتعذيب إلى جانب إغلاق الجامعات
والعقوبات الاقتصادية وبناء المستوطنات،
ومازالت هذه الممارسات مستمرة حتى يومنا هذا،
أما الكتابة على الجدران فقد كانت هي الأخرى وسيلة مهمة يعلن من خلالها ملثمو الانتفاضة
عن الإضرابات والمناسبات وإعلام المواطنين بالأمور والتطورات والإعلان
عن العمليات وما شابه.
اهداف الانتفاضة الأولى
قد سعى الفلسطينيون عبر انتفاضة الحجارة إلى تحقيق عدة أهداف
يمكن تقسيمها إلى ثوابت فلسطينية ومطالب وطنية،
كإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس وتمكين الفلسطينيين من تقرير مصيره،
وتفكيك المستوطنات الصهيونية، وعودة اللاجئين دون قيد أو شرط،
وتقوية الاقتصاد الفلسطيني تمهيدا للانفصال عن الاقتصاد الصهيوني،
وإخلاء سبيل الأسرى الفلسطينيين والعرب من السجون الصهيونية
ووقف المحاكمات العسكرية الصورية والاعتقالات الإدارية السياسية
والإبعاد والترحيل الفردي والجماعي للمواطنين والنشطاء الفلسطينيين،
وكذلك لم شمل العائلات الفلسطينية من الداخل والخارج،
ووقف فرض الضرائب الباهظة على المواطنين والتجار الفلسطينيين من قبل الاحتلال.
للنساء دور بارز ومهم
لعبت النساء الفلسطينيات دوراً بارزاً خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى
إذ لم يكن يخشين مواجهة الجيش الصهيوني أو دعم القضية الفلسطينية
، كان هذا الدعم ملموساً في الواقع إذ كن يمثلن ثلث ضحايا وشهداء الانتفاضة المباركة إياها،
وقد كانت النسوة يساهمن في مساعدة المجاهدين والمقاومين في نقل الحجارة
والعتاد العسكري من أجل مواصلة المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني،
وجيشه الذي يمارس العربدة بحق الفلسطينيين.
ماذا حققت الانتفاضة الأولى للشعب الفلسطيني
لقد حققت الانتفاضة الأولى نتائج سياسية غير مسبوقة
إذ تم الاعتراف بوجود الشعب الفلسطيني عبر الاعتراف الصهيوني الأمريكي بسكان الضفة الغربية
والقدس المحتلة وقطاع غزة على أنهم جزء من الشعب الفلسطيني وليسوا أردنيين،
وأدركت سلطات الاحتلال أن للاحتلال تأثير سلبي على المجتمع الفلسطيني
كما أن القيادة العسكرية الصهيونية أعلنت عن عدم وجود حل عسكري للصراع مع الفلسطينيين.
وجاء مؤتمر مدريد ليشكل بداية لمفاوضات السلام الهزيلة الثنائية بين سلطات الاحتلال
من جهة وبين الدول العربية من جهة ثانية وتم التشاور مع الفلسطينيين حول حكم ذاتي،
ثم إجراء بعد ذلك عدد من المفاوضات غير العلنية بين الفلسطينيين والصهاينة
في النرويج التي أدت إلى التوصل لاتفاق أسلو اللعين
الذي ساهم بشكل كبير في انتهاك حقوق الفلسطينيين مقابل سلام مزعوم،
واتفاقية أوسلو هو اتفاق وقعته سلطات الاحتلال ومنظمة التحرير الفلسطينية في مدينة واشنطن،
الولايات الأمريكية المتحدة، في 13 سبتمبر أيلول 1993،
وسمي الاتفاق نسبة إلى مدينة أوسلو النرويجية التي تمت فيها المحادثات السرّية التي أفرزت هذا الاتفاق
وجاء الاتفاق بعد مفاوضات بدأت في العام 1991 في ما عرف بمؤتمر مدريد.
صور مش واضحة
ردحذف