الجمعة، 4 فبراير 2011

الرسالة الأخيرة إلى الفرعون الأخير

http://www.al-iklim.com/upload/article/2011-01/article_image_38408.jpg

أيها الفرعون :
ظننا أنك قد تعلمت الدرس من طاغية قرطاج وآويت إلى نفسك تراجعها فيما قدمت يداك فى هذه المدة الطويلة ، وظننا أنك ستقدر وضعك وكبر سنك وأنك حتماً إلى ربك ستعود فتقرر أن تعيد المظالم إلى أهلها لعل ا...لله سبحانه وتعالى يغفر لك. ظنناك تخرج علينا لتقول : أيها الشعب الكريم الصابر لقد قبعت فوق رؤوسكم ثلاثين عاماً ، وأسأت رعاية شؤونكم فسامحونى ، لقد تآمرت عليكم وسلمتكم إلى عدوكم ، لقد قضيت هذه الأعوام ولم أدخر جهداً لأشق عليكم فسامحونى. ظنناك تخرج علينا لتقول ، لقد تحالفت مع عدوكم وحاربتكم فى عقيدتكم وخذلت إخوانكم شردت أبناءكم ودمرت أخلاقكم وسممت طعامكم وفى الأمراض أغرقتكم وبالمخدرات دمرتكم وبإعلامى الفاسد ضللتكم فسامحونى. ظنناك تخرج علينا وتقول لقد أضعت أموالكم فى بناء سجون وسجنتكم وبناء جهاز أمنى لعذابكم ، طاردتكم عذبتكم وإلى عرض البحرهروباً من بطشى ألجأتكم فسامحونى . فى طوابير الخبز قتلتكم، أهديت الغاز ليهود ومنه حرمتكم فسامحونى. سامحونى أنى فتحت بلادكم لأعدائكم ومنها حرمت إخوانكم .....فلم تقلها!

أيها الفرعون:
كنت قائد الضربة الجوية فى الحرب على يهود فأبيت أن تنهى حياتك بشرف فتحولت إلى رأس حربة قوية فى يد أسيادك إستخدموها فى حربهم على إخوتنا فى العراق فحركت الجيش وشاركت فى أكبر مؤامرة خيانية ترتكب فى حق الأمة. وحين تعرض إخواننا فى فلسطين للإبادة على أيدى يهود كنت متآمراً عليهم ولم تحرك هذا الجيش ليحميهم بل أردت أن تجعل منه حارساً ليهود.

أحكمت على أهل فلسطين قبضتك وضيعت أموال الأمة فى تشييد حصوناً تمنع عنهم الماء والهواء وإتصالهم الطبيعى بإخوتهم فى أرض الكنانة ، كانوا يستنجدون بنا وهم تحت النار فلم يروا منك إلا خذلاناً.

بعد أن كانت مصر القلعة التى تحمى الأمة وتدافع عن بيضتها وتخرج منها الجيوش محررة تحولت لأول مرة فى التاريخ لتكون المكان الذى تحاك فيه المؤامرات على الأمة ويصرح منه الصهاينة بحربهم على أهلنا فى فلسطين. كانت موالاتك للصهاينة وحبك الشديد لهم سابقة فى التاريخ لايستطيع أى عقل سليم على تفسيرها ، فتحت لهم مصر ليعيثوا فيها فساداً وجعلتها لهم آمنة . كانت طائراتك تجوب الأرض شرقاً وغرباً من أجل الإفراج عن "جلعادهم" ولم تقلع هذه الطائرات مرة واحدة لتحرير إبن من ابنائنا.

أيها الفرعون:
حكمت مصر ثلاثين عاماً ولم تقدر قيمة الشعب الذى تحكمه ، الشعب الطيب الكريم الذى يظهر معدنه فى الأزمات ، قمت بكل ماهو ممكن وغير ممكن لإستقطاب هذا الشعب وضرب طوائفه بعضها ببعض متسولاً بذلك أياماً أخرى تبقيك فى السلطة وفى كل مرة تعود خائباً خاسراً لاتحقق من ذلك سوى الفشل. حين وقعت أحداث الحادى عشر من سبتمبر عدت من شرم الشيخ على الفور وإجتمعت مع حكومتك وكأن المصاب مصابك، وحين وقع المصاب بين شعبك بغرق العبارة وراح ضحيته 1030 نفس بريئة لم يرمش لك جفناً بل نمت قرير العين وكأن وظيفتك هى إبادة شعبك ، وقد فعلت ! تسترت على المجرم الحقيقى وهربته خارج البلد ، تركت لإبنك وعصابته سرقة البلد من قوت يومنا ، أنفقت على جهازك الأمنى مليارات حتى تسرق منا الأمن. حين إحترق قطارالصعيد وراح ضحيته ليلة العيد 700 نفس بريئة كنت أيضاً فى شرم الشيخ ولم تفكر مجرد العودة إلى القاهرة لتتدبر مع باقى نظامك الفاسد ماحدث! فأى بشر أنت؟ لو سطرنا جرائمك وجرائم نظامك لنفد مداد الأرض ، لقد إشتكى منك تراب الأرض والشجر والحجر والبشر حتى حيتان البحر قد إشتكت منك ، أسكنتنا القبور ونحن أحياء فأرحل!

أيها الفرعون:
لقد كشفت عن وجهك الحقيقى حين إندلعت الثورة على طغيانك ، حين فتحت سجونك للمجرمين ليعيثوا فساداً فى الأرض ويروعون شبابها الطاهر، كشفت حقيقة نظامك أنه نظام بلطجى. إن نظاماً كهذا ليس له مكان بين هذا الشعب العظيم الذى ضرب مثالأ حياً على معدنه الأصيل. هذه الملايين من الشباب الرائع الذين حاولت تصويرهم عند أسيادك أنهم إرهابيون قد ضربوا مثالأ للعالم أجمع أنهم ينتمون إلى أمة عريقة وإلى حضارة وجدت لتبقى وليسوا منك ولاأنت منهم. لقد عزلوا جهازك الأمنى وقاموا هم بإدارتهم للبلد بإبداع قل أن نرى مثيله فى العالم دون إنفاق مليارات من تلك التى أنفقتها على جهازك الأمنى، لقد نظموا وأداروا وكأنهم علماء فى الإدارة ، منهم من سهر على حراسة المنازل من بلطجيتك ومنهم من أحضر الطعام الذى أعدته أمهاتهم وأخواتهم من القليل القليل الذى تبقى عندهم ومنهم من وزع ونظف ، ومنهم من قام بتنظيم الدخول إلى أماكن ثورتهم ليحموها من المندسين من مجرميك والبقية الباقية ثارت عليك تطالبك بالرحيل الكل تكاتف فى ملحمة وطدت الأواصر بين الناس أزالت البغضاء التى زرعتها بينهم ، فما سٌرق بيت ولاروع آمن ولاأعتدى على كنيسة كما عهدنا فى أيامك .

لقد وقف العالم مشدوهاً يفكر فى هؤلاء غير مصدقاً أنهم هم أنفسهم الذين صورهم الإعلام بشباب ضائع لاتوجد عنده قضية يعيش من اجلها . إن أسيادك مازالوا يعانون من وقع الصدمة حين رأوا هؤلاء الشباب الطاهر بعد أن بعثوا برسالة قوية إلى كل العالم هزته وأرغمته على إعادة التفكير فى كل قناعاته . إن هؤلاء الشباب الواعى بقضيته خلق ليعيش فى دولة تكون الأولى فى العالم لأنه يستحقها وسوف يحققونها. لقد تجاوزك هذا الجيل وتجاوز نظامك ولكل من تسول له نفسه أن يعيد محاولتك أو ماشابهها وهاهو يوجه لك رسالة قوية واضحة محددة أن ترحل فأرحل ، إرحل فلن نمهلك أن تخدعنا، إرحل بنظامك كاملاً فليس لكم بيننا مكان، إرحلوا جميعاً غير مأسوف عليكم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مقالات متصلة

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...