الاثنين، 27 أبريل 2009

ضمن تغطيها لـ ذكرى النكبة الـ61..مدونة نيوز فلسطين تسلط الأضواء على مؤتمر فلسطينيو أوروبا

عـــــائـــدون ولو طالت السنين >>ولابد ان يحق الحق
ويعود المتغربون الى ديارهم .
نيوز فلسطين- غزة المحاصرة
هي تجربة فريدة في تاريخ الشعب الفلسطيني، عندما يعلو صوت الحق وسط أمواج عاتية من المؤامرات التي تحاك ضد قضيتهم العادلة، إنها تجربة مؤتمر فلسطينيي أوروبا الذي يُعقد كل عام ليحمل إلى العالم قضية اللاجئين.
إنه الملتقى الذي يحمل هموم شعب مهجر في مشارق الأرض ومغاربها، ويحكي قصة اللجوء والأمل في العودة إلى الديار.
فكرة المؤتمر
جاءت فكرة مؤتمرات فلسطينيي أوروبا، التي انطلقت باكورة أعمالها في لندن عام 2003، ليدشن سلسة متواصلة من ملتقيات فلسطينيي أوروبا، يحمل كل مؤتمر شعاراً يعكس تمسكاً بهذا الحق الراسخ ويحمل رسائل بليغة متأجِّجة بالإرادة وحافلة بالتصميم على بلوغ الهدف السامي الذي حدّده شعب فلسطين لذاته في الحرية والانعتاق من الاحتلال.
وقد تواصلت هذه المؤتمرات عاماً بعد عام من لندن إلى برلين ثم فيينا، مروراً بمالمو فروتردام، وصولاً إلى كوبنهاغن، وأخيراً إلى مدينة ميلانو الإيطالية.. وكانت العودة في مركز ذلك كلِّه.

وقد شهدت أعمال هذه المؤتمرات التي تلاحقت من عام إلى آخر بانتظام وبنجاح كبير، بحمد الله تعالى ثم بجهود الفلسطينيين في عموم الشتات الأوروبي؛ تفاعلاً إيجابياً من الوفود الفلسطينية المشاركة من شتى بلدان أوروبا، ولقيت تجاوباً من الضيوف والمحاضرين وممثلي الأطر والمؤسسات من خارج القارّة أيضاً، بما في ذلك الوطن المحتل بشتى بقاعه التي تقسِّمها الجدر العنصرية والأسلاك الشائكة التي تروم تمزيق نسيج الشعب الواحد.

المؤتمر الأول - لندن (بريطانيا)، في 19 تموز (يوليو) 2003
وقد انطلقت سلسلة مؤتمرات فلسطينيي أوروبا في لندن تحت شعار «لن نتنازل عن حق العودة» بحضور ومشاركة شخصيات دبلوماسية وممثلين عن سفارات أجنبية وعربية في بريطانيا، وشخصيات فلسطينية بارزة من أمثال حيدر عبد الشافي ونصير عاروري الذي حضر من أمريكا، وسلمان أبو ستة، وبلال الحسن.
وقد أكد المشاركون، هيئات ومؤسسات وشخصيات من خمس عشرة دولة أوروبية، حتمية التمسك بحق العودة والرفض المطلق لأي تنازل عنه أو التلاعب به تحت مسميات «الواقعية» أو غيرها من المسمّيات.
وقد جاءت فكرة المؤتمر، في انطلاقته الأولى، للتأكيد على أهمية انعقاده في ظل الظروف الصعبة التي تمرّ بها القضية الفلسطينية، حيث المؤامرات متوالية على اللاجئين وحقهم في العودة.
وقد جاء في البيان الختامي أن المؤتمر يؤكد على التمسك بحقهم في العودة إلى ديارهم التي هُجِّروا منها باعتبار أن ذلك من الحقوق الأساسية الفردية والجماعية التي أقرّتها وكفلتها الشرائع السماوية والمواثيق والقوانين الدولية، وأكدت عليه العديد من قرارات الأمم المتحدة وفي مقدمتها القرار 194 الذي يؤكد حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة والتعويض.
وباعتبار العودة حقاً شخصياً لا تجوز فيه النيابة أو التمثيل، فلا يملك شخص أو هيئة التنازل عنه لأي سبب وبأي حجة أو اتفاق. وهو حق لا يسقط بمرور الزمن، لا ينتقص أو يتأثر بإقامة دولة فلسطينية على أي جزء من أرض فلسطين.

المؤتمر الثاني - برلين (ألمانيا)، 15 أيار (مايو) 2004
وقد عقد المؤتمر تحت عنوان «لن نتنازل عن حق العودة ولم نخوِّل أحداً بالتنازل عنه» حيث احتشد يومها أكثر من ألفي فلسطيني جاؤوا من عموم أوروبا، ممثلين عن الجاليات والمؤسسات الفلسطينية في بلدان القارة، في المؤتمر الذي نظمه مركز العودة الفلسطيني – لندن، والجالية الفلسطينية في برلين.
كما شارك في أعمال المؤتمر الثاني كل من محمد خليل عقل، النائب في البرلمان الأردني عن مخيم البقعة بالأردن، وجمال الشاتي، رئيس لجنة اللاجئين في المجلس التشريعي الفلسطيني، وعزمي بشارة، القيادي الفلسطيني القادم من الأراضي المحتلة سنة 1948، وخالد الترعاني، مدير «المؤسسة الإسلامية الأمريكية للقدس» بواشنطن.

وصدر عن المؤتمر ما عرف بـ «وثيقة برلين» التي احتوت عدداً كبيراً من المضامين والرسائل السياسية إلى الغرب، وإلى المفاوض الفلسطيني تؤكد رفض المساومة على حق العودة.
وأحد بنودها: «عدم القبول بأي مفاوضات أو حلول تسفر عن التنازل أو التفريط بحق العودة، وأنهم لن يقبلوا بمشاريع التوطين أو التعويض. ويطالبون بالتعويض والعودة معاً كحقّين متلازمين، لأنّ التعويض إنما هو عن المعاناة والأضرار التي لحقت بهم جراء الاحتلال والتشريد وليس ذلك بأي حال بديلاً عن حق العودة». يُشار إلى أن وثيقة برلين صدرت بعدما جرى الحديث عما سُمي آنذاك بوثيقة جنيف المشؤومة.

المؤتمر الثالث - فيينا (النمسا)، 7 أيار (مايو) 2005
عقد المؤتمر الثالث تحت شعار «فلسطين أرض وشعب. وحدة واحدة لا تتجزأ. ولا لجدار الفصل العنصري في فلسطين».
وتحدث في المؤتمر شخصيات فلسطينية ونمساوية بارزة، وكان من بين المتحدثين الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين، والمطران عطا الله حنا وكان المتحدث الرسمي باسم الكنيسة الأرثوذكسية في القدس والأراضي المقدسة، ويوهان هاتزل رئيس برلمان فيينا، وعضو البرلمان ذاته عمر الراوي، والكاتب والناشط النمساوي المناهض للعولمة الاقتصادية ليو غابرييل، وممثلو قوى شعبية نمساوية، وعدد من مسؤولي وممثلي الجالية الإسلامية والعربية والفلسطينية في النمسا. كما شارك في أعمال المؤتمر مؤسسات ومحاضرون وشخصيات تعكس الطيف الفلسطيني المتنوع مثل: رئيس اللجنة السياسية في المجلس الوطني الفلسطيني عبد الله الحوراني، والنائب في البرلمان الأردني حياة المسيمي، والأديب والكاتب الفلسطيني رشاد أبو شاور، والمفكر الفلسطيني منير شفيق، والأكاديمي رائد نعيرات رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية.
وخرج بوثيقة حملت اسم «إعلان فيينا للتمسك بحق العودة». وجاءت هذه الوثيقة خلاصة لورشات العمل التي عقدت وكلمات الضيوف ورؤساء الوفود ومداخلات الجمهور.

المؤتمر الرابع - مالمو (السويد)، 6 أيار (مايو) 2006
بنكهة جديدة كان هذا المؤتمر، حضره الوزير الفلسطيني عاطف عدوان، خاطبه رئيس الوزراء إسماعيل هنيّة، ليؤكد وحدة الوطن في الداخل والخارج، وقد حظي بوزن اعتباري متزايد واهتمام إعلامي كبير.
عقد المؤتمر تحت شعار «هوية فلسطينية متجذرة وتمسك راسخ بالحقوق» وتضمّن جدول أعمال وبحث قضايا من قبيل
«كيفية استثمار المواقف الأوروبية المؤيدة للحق الفلسطيني»، و«الذاكرة الفلسطينية في أوروبا – متطلبات التفعيل والتوريث»، و«فلسطين وأوروبا – نظرة إعلامية على آفاق العلاقة المتبادلة»، وتطرّق المؤتمر إلى «دور النُخب الفلسطينية في أوروبا في دعم الحقوق الفلسطينية».
وتمخّضت عن المؤتمر توجّهات عملية، وصدر عنه بيان ختامي، هو بمثابة وثيقة تعبِّر عن بعض تصوّرات الشتات الفلسطيني في أوروبا ومواقفه، وخصوصاً لجهة تأكيد التمسّك بحق العودة، واقتراح بعض الخيارات المتعلِّقة بتفعيل دور فلسطينيي أوروبا ضمن الأطر الفلسطينية، كمنظمة التحرير.
وأعلن المؤتمرون عن استهجانهم للعقوبات المفروضة على الشعب الفلسطيني على خلفية الانتخابات التشريعية الأخيرة، وطالبوا بقوة بالتراجع عنها، وفرض عقوبات على الدولة العبرية على خلفية انتهاكاتها وسياساتها.

المؤتمر الخامس - روتردام (هولندا)، يوم 5 أيار (مايو) 2007
حمل أطفال فلسطينيون مولودون في دول أوروبية عدة، مفاتيح كبيرة الحجم، تعبيراً عن إصرارهم على تفعيل حقهم في العودة إلى وطنهم فلسطين، رغم الاحتلال الذي قارب ستة عقود.
كان ذلك أحد اللوحات التي تخللها المؤتمر السنوي الخامس لفلسطينيي أوروبا، الذي حظي بمشاركة فلسطينية حاشدة من شتى أرجاء القارة الأوروبية. وحمل المؤتمر شعار «برغم البعد والآلام.. شعب واحد وحق ثابت» بمشاركة العديد الشخصيات المشاركة في أعمال مؤتمر روتردام، المطران عطا الله حنا، ووزير الشباب والرياضة الفلسطيني باسم نعيم، والنائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني حسن خريشة، والوزير الفلسطيني السابق جودة مرقص، ورئيس المبادرة الإسلامية ببريطانيا محمد صوالحة، والناشط الحقوقي والخبير في شؤون الأسرى غسان صالح، ومدير مركز يافا للدراسات تيسير نصر الله، كما استضاف المؤتمر الأكاديمي والبرلماني المغربي المقرئ الإدريسي.
وكان من المقرّر أن يكون رئيس الوزراء الفلسطيني أبرز ضيوف المؤتمر السنوي الخامس لفلسطينيي أوروبا، الذي تم عقده بالتزامن مع حلول ذكرى النكبة الفلسطينية، ولكنّ الحصار المفروض على الحكومة الفلسطينية المنتخبة حال دون وصوله إلى المؤتمر.
ومع ذلك فقد ألقى هنية كلمته في افتتاح أعمال المؤتمر عبر الربط التلفزيوني (فيديو كونفرنس) وقوبل باهتمام إعلامي وسياسي كبير في هولندا، ونقلته محطات تلفزة هولندية.
كما شارك رئيس الوزراء الهولندي الأسبق إدريس فان آخت، بقوة، في أعمال مؤتمر فلسطينيي أوروبا، وألقى خطاباً صريحاً، فنّد فيه الشروط التي وضعتها اللجنة الرباعية الدولية، وبررت بها فرض الحصار على الشعب الفلسطيني والحكومة الفلسطينية منذ الانتخابات التشريعية التي أجريت في فلسطين في الخامس والعشرين من كانون الثاني (يناير) 2006.

المؤتمر السادس - كوبنهاغن (الدنمارك)، في 3 أيار (مايو) 2008
أما في ستينية النكبة فقد عقد المؤتمر تحت شعار «ستون عاماً.. وللعودة أقرب» وشارك فيه حضوراً أو كلمات، رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سليم الحص، وبسام الشكعة رئيس المؤتمر الوطني الفلسطيني، والشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، وأمير مخول رئيس مركز «عدالة» لفلسطينيي 48، والأكاديمية الفلسطينية البارزة الدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي، والدكتور حافظ الكرمي رئيس «المنتدى الفلسطيني في بريطانيا»، والناشطة في الدفاع عن حق العودة عائشة أبو صالح المقيمة في أسبانيا، والدكتور علي الجرباوي الأستاذ بجامعة بيرزيت، والقيادية ليلى خالد، والأكاديمي البروفيسور محمد الجعيدي، ونهاد عوض مدير مؤسسة «كير» بواشنطن، علاوة على الشاعر الفلسطيني الشاب تميم البرغوثي، وعدد من الشخصيات القيادية والثقافية والمجتمعية والوجوه الإعلامية، فضلاً عن شخصيات رسمية ومتضامنين أوروبيين.

المؤتمر السابع - ميلانو (إيطاليا)، في 1 أيار (مايو) 2009
أما مؤتمر هذا العام فيعقد تحت عنوان «العودة حق، لا تفويض ولا تنازل» ويستضيف حشداً من القيادات والشخصيات البارزة من داخل فلسطين وخارجها.
حيث تضمّ قائمة كبار الضيوف والمتحدثين في المؤتمر، مثل الشيخ رائد صلاح رئيس مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية ، متحدثاً عن «الشعب الفلسطيني وقضايا المرحلة الراهنة»، والأب مانويل مسلّم، راعي كنيسة الروم الكاثوليك في غزة، ناقلاً «رسائل فلسطينية نابضة من تحت الحصار».
وكذلك النائب مصطفى البرغوثي متناولاً مستجدات الوضع الفلسطيني، بينما يتحدث سلمان أبو ستة، الأكاديمي الفلسطيني المختص في شؤون اللاجئين، عن «ترتيب البيت الفلسطيني وصياغة المرجعية الفاعلة».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مقالات متصلة

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...