الثلاثاء، 30 يونيو 2009

مؤرخ أمريكي: رأيت في وجوه أهل غزة قوةً وجبروتًا كبيرين.. إنهم أناسٌ لم يُهزموا

نيوز فلسطين- غزة المحاصرة
قال المؤرخ الأمريكي البروفيسور "بول آرون"، الذي يزور قطاع غزة، إن الوضع في غزة بعد الحرب وتحت الحصار "مرعب"، معربًا عن توقعه بأن يستمر هذا الوضع طويلاً.
واعتبر "آرون" أن الولايات المتحدة الأمريكية ليست مهتمة بغزة
وحمَّل الأطراف "الإسرائيلية" والغربية والمصرية المسؤولية عن حصارها.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها البروفيسور الأمريكي "بول آرون" أستاذ التاريخ في سياق حوار أجرته معه "قدس برس" في غزة ونشرته يوم الجمعة (26-6).
وبشأن معاينته لأوضاع المواطنين الفلسطينيين في القطاع بعد الحرب وتحت الحصار المتواصل
قال البروفيسور الأمريكي: "زرت أناسًا يعيشون أوضاعًا مأساوية، لكنهم من داخلهم لم يُهزَموا، هذا من ناحية، من ناحية أخرى؛ فإنني كنت أتوقع أن أرى أناسًا امتلؤوا بالغضب والحقد، لكنني رأيت في وجوه الناس هنا قوةً وجبروتًا كبيرين
قد يكون في داخلهم أمر آخر، لا أعرف".
وتابع "بول آرون" قوله: "رأيت في أهل غزة انضباطًا نفسيًّا، لم أرهم يبكون، فهم يحتفظون بمشاعرهم في داخلهم".
وأضاف: "كنت أتوقع أن أرى الناس هنا يحاربون بعضهم من الضجر، ويصرخون، لكنني حين سألت أحدهم عن سرِّ هذا قال إننا نعاني منذ عرفنا هذه الحياة، ولم يعد بوسع "الإسرائيليين" أن يفعلوا أسوأ مما فعلوا".
وأكمل: "الناس هنا باتوا لا يرون ملجأ لهم إلا الله والدعاء فقط".
وشرح "آرون" مضيفًا: "استمعت لإحدى الأمهات التي فقدت اثنين من أطفالها، لقد قُتلا بقذيفة "إسرائيلية" مزقت أحشاءهما، حدثتني (الأم) أنها خلال الحرب عاشت مع باقي أطفالها، بلا ماء، بلا أكل، بلا شيء، لمدة عشرة أيام متواصلة، لكنني لم أجدها مكسورة، بل كانت قوية، وأطفالها الذين ما زالوا على قيد الحياة ما زال لديهم أمل بالعيش، لم يظهر عليهم شيء من الانكسار".
وتابع: "شعرت بالإعجاب تجاه هذه العائلة الفلسطينية التي ما زالت متشبثةً بالحياة رغم مصابها، وهنا ما يدعو للإعجاب، إنه رغم كل ما فعله "الإسرائيليون"، إلا أن العائلة ما زالت موجودة".
وفي وصفه للوضع في غزة قال "بول آرون" إنه "مرعب"، وتوقع أن يستمر لفترة طويلة.
مؤكدًا أنه "ليس هناك سببٌ واضحٌ للحصار المفروض على غزة، وأنا أعتقد أن العالم لا يدري ولا يدرك
بالتحديد ما الذي يجري حقيقةً في غزة".
واعتبر "آرون" أن "أمريكا لا تهمها غزة، أحداث إيران مثلاً أهم بكثير بالنسبة لأمريكا من حياة غزة أو موتها
والأزمة الاقتصادية كذلك أهم بكثير لدى أمريكا من غزة".
وأعرب أستاذ التاريخ عن توقعه بأن يستمر الوضع في غزة على ما هو عليه؛ "لا حياة كريمة، ولا موتًا كاملاً، يريدون أن يجعلوا الناس يعيشون بين الحياة والموت"، كما قال.
وردًّا على سؤالٍ بشأن من يتحمَّل مسؤولية الحصار
قال المؤرخ الأمريكي: "يتحمل مسؤولية الحصار "الإسرائيليون" بدرجةٍ أولى، والأوروبيون من بعدهم، والأمريكيون، ولا يمكن إعفاء مصر من هذه المسؤولية
ولاحظ "آرون" أن "الدعاية الإعلامية في الخارج ما زالت تصوِّر غزة على أنها مليئة بالناس الذين يحبون الموت والتدمير"، لكنه أكد أن "هذا الأمر حقيقة غير صحيح".
وأكد "آرون" أن "الناس هنا يريدون أن يعيشوا حياةً كريمة، وأن يتواصلوا مع الآخرين، بل إنهم متعطشون للاتصال بالعالم".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مقالات متصلة

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...