امتزجت الفرحة بالألم والمرارة في منازل ذوي الشهداء مع صدور نتائج الثانوية العامة، وسط حالات استثنائية بين عائلات استشهد أبناؤها الطلبة، وأخرى نجح أبناؤها وتفوقوا رغم استشهاد ذويهم، ليرتسم المشهد بنماذج فريدة من التضحية والإصرار الفلسطيني، ليرتقي 23 شهيداً وينالون شهادة الآخرة قبل شهادة الدنيا.
فاستشهاد جاكلين محمد حسني لم يمنع والدتها من متابعة نتائج الثانوية العامة التي طالما تهيأت لها لتترقب اسم ابنتها في صفوف المتفوقين، لتجده مكتوبًا في قائمة شهداء محرقة غزة.
أم جاكلين وغيرها الكثير من أهالي شهداء غزة جمعت قلوبهم بين الألم لفقدان الأحبة، وآخرين حملوا بجوار الألم أمل نجاح أبناء الشهداء في الثانوية العامة.
فاستشهاد جاكلين محمد حسني لم يمنع والدتها من متابعة نتائج الثانوية العامة التي طالما تهيأت لها لتترقب اسم ابنتها في صفوف المتفوقين، لتجده مكتوبًا في قائمة شهداء محرقة غزة.
أم جاكلين وغيرها الكثير من أهالي شهداء غزة جمعت قلوبهم بين الألم لفقدان الأحبة، وآخرين حملوا بجوار الألم أمل نجاح أبناء الشهداء في الثانوية العامة.
وجدت اسمها..ولكن في قائمة الشهداء
حاولت أم جاكلين أن تحافظ على هدوئها، إلا أن عاطفة الأمومة كانت أكبر بكثير من ذلك، خاصة حينما تتذكر أن ابنتها من المجتهدات، وكان من المتوقع لها بأن تكون من أوائل قطاع غزة.
وقالت:'بمجرد أن سمعت أن اليوم الثلاثاء نتائج الثانوية العامة، بدون أي شعور أو تفكير وجدت أصابعي تكتب اسم جاكلين'.
وتابعت ونبرات صوتها خنقتها دموعٌ حاولت أن تمنعها من السقوط على خديها:'بالفعل لقد وجدت اسمها، ولكن في قائمة الشهداء'.
صمتت عن الكلام لتكون الدموع هي سيدة الموقف، لكن إيمانها بالله تعالى بأن ابنتها حصلت على شهادة أكبر بكثير من شهادة الدنيا كان يخفف احتراق قلبها خاصة، حينما تجد من حولها قد نجح في الثانوية العامة.
وكانت جاكلين (17 عامًا) وشقيقها إياد (16 عامًا) استشهدا داخل بيتهما في منطقة جبل الكاشف، الواقع إلى الشمال الشرقي من قطاع غزة، على أثر عيارٍ ناريٍّ في الرأس من قناصٍ صهيونيٍ في الأول من آذار (مارس) 2008م.
واستشهدت جاكلين عندما توجهت إلى شقيقها إياد الذي أخذ ينادي عليها كي تسعفه بعد أن أصيب برصاص القناص الصهيوني، فذهبت إليه، وقبل أن تصله أطلق عليها قناصة الاحتلال عيارًا ناريًّا أصابها في الرأس، واستشهدت على الفور.
جاكلين كانت من الطالبات المتفوقات، وكانت أمنيتها أن تكون مهندسة أو طبيبة كي تخدم أبناء شعبها، فضلاً عن أنها كانت تهوى المطالعة، وتحفظ 28 جزءًا من القرآن الكريم، وكانت تجتهد كي تتم حفظ كتاب الله تعالى.
وذكرت والدة جاكلين أنها كانت تبحث عن أسماء صديقاتها اللاتي جاورن جاكلين في مقاعد الدراسة لسنوات طويلة، وحينما تجد أسماءهن بين الناجحات كانت تقول: 'لو كانت ابنتي معهن لكانت أكثر تفوقًا، حيث كانت تتمنى أن تكون طبيبة، الحمد لله على كل حال'.
وأوضحت أم جاكلين أنها كانت تفعل ذلك كي تعيش الأجواء التي كان من المفروض أن تعيشها في حال لو لم تفقد ابنتها جاكلين.
نموذج آخر من التضحية
ملامح حزينة كانت تحيط وجه والدة الشهيد محمد حويج حينما كانت تستمع إلى أسماء الناجحين في الثانوية العامة، وأكثر ما كان يزيد قلبها خفقانًا ذكر اسم محمد، فكانت تتمنى أن تعيش أجواء أمهات الناجحين في الثانوية العامة، فتستقبل ابنها بالتهليل والفرح، وتوزع الحلوى على أحبتها، إلا أن هذه الأحلام قتلتها صواريخ الاحتلال الصهيوني التي قصفت منزلها في (27-12) من العام الماضي، فأدت إلى استشهاد زوجها وثلاثة من أبنائها، من بينهم محمد الطالب في الثانوية العامة.
وقالت بقلب يحمل عاطفة حنان الأم على أبنائها:'كم تمنيت أن اسمع اسم ابني محمد وهو مع الناجحين في الثانوية العامة، ثم يذهب ليسجل في الجامعة مثله مثل زملائه الذين نجحوا اليوم'.
وتابعت بكلمات تمتزج بين الصمت تارة والكلام تارة أخرى:'كان ابني مجتهدًا في المدرسة، وكان يتمنى النجاح والتفوق في الثانوية العامة، والتسجيل في الجامعة مع أصدقائه، لكن هذه الأمنيات البسيطة قتلها الاحتلال حينما قصف منزلنا
وجعله ركامًا فوق جثث زوجي وأبنائي'.
وأشارت إلى أنها كثيرًا ما تشعر بحرقة في قلبها بمجرد أن تيقن أنها لن تجد اسم ابنها في كشوف الثانوية العامة، لكن إيمانها بالله تعالى ورحمته هو ما يصبرها، خاصة أنها ما تنطق بكلمة إلا وتتبعها قائلة: 'الحمد لله.. لازم الإنسان يصبر'.
وكانت وزارة التربية والتعليم في غزة قررت في لمسة وفاء وتكريم منح كافة الشهداء من طلبة الثانوية العامة الذين ارتقوا خلال الحرب الصهيونية على قطاع غزة 'معركة الفرقان' شهادة 'الثانوية العامة الفخرية'.
ويبلغ عدد الطلبة الشهداء ثلاثة وعشرين طالبًا، منهم 6 من شمال القطاع، و13 من مدينة غزة، و3 من خان يونس، وواحد من محافظة رفح، ومن بينهم ستة من مجاهدي 'كتائب الشهيد عز الدين القسام'.
أهدي تفوقي لـ'بابا' رغم أنه مضى قبل أن أنطقها
وفي صورة أخرى تعكس جانبًا من الواقع الفلسطيني الاستثنائي المصبوغ بكل صور المعاناة الإنسانية، حضر الأمل في ظل الألم لدى زوجة الشهيد محمد علي من جباليا شمال قطاع غزة، حينما سمعت نتائج الثانوية العامة وقد حصلت ابنتها مجد على معدل 92%، كما نجح نجلها علي بنسبة 62%.
وكانت ملامح الفرح تخط وجه الأم الذي حمل من الصبر عنوانًا لحياتها بعد استشهاد زوجها، والعمل على تربية طفليها التوأم مجد وعلي وهما لا يتجاوز عمرهما العام، فكانت لهما بمثابة الأب والأم سنين طويلة.
قالت والابتسامة ترتسم على كلماتها:'الحمد لله لقد أديت الأمانة، وتم تتويج صبري وسهري الليالي بنجاح مجد وعلي بفضل الله تعالى..كم أنا سعيدة حينما أتذكر أنني وفيت بوعدي وبحمل الأمانة التي تركها لي زوجي الشهيد'.
وأشارت إلى أنها كثيرًا ما كانت تمسك بصورة زوجها وتخاطبه:'كم تمنيت أن تكون مع مجد وعلي في هذا اليوم، وأن تشاركهما فرحة نجاهما'، وما كانت أن تتكلم قليلاً حتى تقطع كلماتها رنات هاتفها النقال لتقديم التهاني من أحِبَّتها بنجاح نجليها.
وذكرت أنها رغم الظروف التي مرت بها إلا أنها بفضل من الله تعالى تكللت اليوم بنجاح نجليها، وأحبت أن تهمس في مسامع أهالي الشهداء أن عليكم بالصبر والتحدي، وأن يكون إيمانكم بالله تعالى قوي، فالله تعالى مصدر القوة للإنسان.
ورغم السعادة التي كانت ترتسم على مجد إلا أنها لم تستطع أن تخفي أن فرحتها كانت ستكون أكبر لو أن والدها كان موجودًا رغم أنه استشهد قبل أن تنطق هي كلمة 'بابا'، ومع ذلك اعتبرت نجاحها هدية تقدمها إلى والدها الحبيب
وأشارت إلى أنها كثيرًا ما تشعر بحرقة في قلبها بمجرد أن تيقن أنها لن تجد اسم ابنها في كشوف الثانوية العامة، لكن إيمانها بالله تعالى ورحمته هو ما يصبرها، خاصة أنها ما تنطق بكلمة إلا وتتبعها قائلة: 'الحمد لله.. لازم الإنسان يصبر'.
وكانت وزارة التربية والتعليم في غزة قررت في لمسة وفاء وتكريم منح كافة الشهداء من طلبة الثانوية العامة الذين ارتقوا خلال الحرب الصهيونية على قطاع غزة 'معركة الفرقان' شهادة 'الثانوية العامة الفخرية'.
ويبلغ عدد الطلبة الشهداء ثلاثة وعشرين طالبًا، منهم 6 من شمال القطاع، و13 من مدينة غزة، و3 من خان يونس، وواحد من محافظة رفح، ومن بينهم ستة من مجاهدي 'كتائب الشهيد عز الدين القسام'.
أهدي تفوقي لـ'بابا' رغم أنه مضى قبل أن أنطقها
وفي صورة أخرى تعكس جانبًا من الواقع الفلسطيني الاستثنائي المصبوغ بكل صور المعاناة الإنسانية، حضر الأمل في ظل الألم لدى زوجة الشهيد محمد علي من جباليا شمال قطاع غزة، حينما سمعت نتائج الثانوية العامة وقد حصلت ابنتها مجد على معدل 92%، كما نجح نجلها علي بنسبة 62%.
وكانت ملامح الفرح تخط وجه الأم الذي حمل من الصبر عنوانًا لحياتها بعد استشهاد زوجها، والعمل على تربية طفليها التوأم مجد وعلي وهما لا يتجاوز عمرهما العام، فكانت لهما بمثابة الأب والأم سنين طويلة.
قالت والابتسامة ترتسم على كلماتها:'الحمد لله لقد أديت الأمانة، وتم تتويج صبري وسهري الليالي بنجاح مجد وعلي بفضل الله تعالى..كم أنا سعيدة حينما أتذكر أنني وفيت بوعدي وبحمل الأمانة التي تركها لي زوجي الشهيد'.
وأشارت إلى أنها كثيرًا ما كانت تمسك بصورة زوجها وتخاطبه:'كم تمنيت أن تكون مع مجد وعلي في هذا اليوم، وأن تشاركهما فرحة نجاهما'، وما كانت أن تتكلم قليلاً حتى تقطع كلماتها رنات هاتفها النقال لتقديم التهاني من أحِبَّتها بنجاح نجليها.
وذكرت أنها رغم الظروف التي مرت بها إلا أنها بفضل من الله تعالى تكللت اليوم بنجاح نجليها، وأحبت أن تهمس في مسامع أهالي الشهداء أن عليكم بالصبر والتحدي، وأن يكون إيمانكم بالله تعالى قوي، فالله تعالى مصدر القوة للإنسان.
ورغم السعادة التي كانت ترتسم على مجد إلا أنها لم تستطع أن تخفي أن فرحتها كانت ستكون أكبر لو أن والدها كان موجودًا رغم أنه استشهد قبل أن تنطق هي كلمة 'بابا'، ومع ذلك اعتبرت نجاحها هدية تقدمها إلى والدها الحبيب
مبينة أنها تفكر في دراسة طب الأسنان.
والمشاعر ذاتها حملها شقيقها علي، موضحًا أن هديته التي يقدمها لوالده بعد نجاحه في التوجيهي
والمشاعر ذاتها حملها شقيقها علي، موضحًا أن هديته التي يقدمها لوالده بعد نجاحه في التوجيهي
أن يكون رجل قانون يدافع عن فلسطين وشعب فلسطين.
وتبقى هذه نماذج تعكس صور الواقع الفلسطيني المليء بحكايات الوجع والنجاح، الألم والأمل، المعاناة والابتسامة.
وتبقى هذه نماذج تعكس صور الواقع الفلسطيني المليء بحكايات الوجع والنجاح، الألم والأمل، المعاناة والابتسامة.
أوائل غزة: الحرب دفعتنا للاجتهاد كي نحارب الاحتلال بالعِلم
"رغم الحرب والحصار حققنا نتائج نفتخر بها"، هكذا اعرب اوائل قطاع غزة عن فرحتهم وسعادتهم بالنتائج لهذا العام التي حصلوا عليها من بين الاوائل على فلسطين لاول مرة.
عائلة حماد من سكان غزة احتفلت اليوم بابنها محمود حاتم حماد الذي حصل على معدل 99.4% في الفرع العلمي من مدرسة الصلاح الاسلامية الخاصة في الوسطى بترتيب السادس على مسوى فلسطين.
حماد لم يتفوق بعلمه فقط ولكنه حافظ ايضا لكتاب الله عز وجل.
واعرب حماد عن سعادته بهذا النجاح الذي اكد بانه نتيجة طبيعية للحرب الصهيونية الاخيرة على غزة، مشددا انها دفعته الى الجد في الدراسة حتى يثبت للاحتلال الصهيوني انه سيحاربه بعلمه.
والدة حماد لم تستطع التعبير عن مشاعر الفرحة بداخلها واكتفت بالقول: "شعور رائع.. لم افرح بهذه الطريقة من قبل.. الحمد الله".
اما الطالبة حنان المناعمة الحاصلة على نسبة 99.4 % وترتيبها السادس مكرر على مستوى فلسطين اهدت تفوقها إلى والديها وإلى الهيئة التدريسية في مدرستها وإلى الحكومة بغزة متمنية أن تحافظ على تفوقها في مرحلتها الدراسية المقبلة.
وأعرب والد الطالبة حنان عن فرحته الكبيرة بنجاح ابنته وتمنى لها دوام التفوق والنجاح مهدياً نجاحها إلى الأسرى البواسل والشهداء والشعب الفلسطيني.
وقال: "من خلال هذا النجاح نستطيع الحصول على جميع الحقوق المسلوبة وتحرير الأراضي المحتلة
ونستطيع إبراز كرامة الشعب الفلسطيني".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق