يعتصر الألم والحزن قلب الحاج أبو سهل عبد ربه من فراق ورحيل جيرانه الذين كانوا يتسامرون معه أمام منزله في شهر رمضان المبارك، قبل أن يدمره الاحتلال الصهيوني خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة.
وهزَ صراخ أبو سهل (55 عاماً) مشاعر المشردين من حوله في مخيماتهم بعزبة عبد ربه شمال القطاع، حينما أخذ يصرخ ألماً على ترك الجميع للمكان المدمر، ليقضي الجميع ساعات الإفطار حوله
وهزَ صراخ أبو سهل (55 عاماً) مشاعر المشردين من حوله في مخيماتهم بعزبة عبد ربه شمال القطاع، حينما أخذ يصرخ ألماً على ترك الجميع للمكان المدمر، ليقضي الجميع ساعات الإفطار حوله
وعيونهم تذرف دموعاً على حال عزبتهم.
أبو سهل يقيم أمام كرفانه "معرشاً" يقطنه أربعة عشر فرداً من أسرته التي دمر بيتها المكون من طابقين خلال حرب الاحتلال على غزة، ويتناولون إفطارهم وسحورهم أمامها، هرباً من الضيق داخل الكرفانة.
أبو سهل يقيم أمام كرفانه "معرشاً" يقطنه أربعة عشر فرداً من أسرته التي دمر بيتها المكون من طابقين خلال حرب الاحتلال على غزة، ويتناولون إفطارهم وسحورهم أمامها، هرباً من الضيق داخل الكرفانة.
آلام وذكرى رمضان
ويقول أبو سهل بحسرة:"ليتني مت ولا عشت هذه اللحظات، الكل رحل من حولي، بعضهم شهداء، والأحياء هربوا إلى البلد، ولم يبق أحد ممن كنت أجلس معهم أمام بيتي لننتظر الإفطار".
ويتابع واصفاً تلك اللحظة " لم أتحمل ما رأيت، وكأني كنت نائماً وفقت أول رمضان، كأني لم أر الدمار إلا في هذا اليوم، فلم أر أحد والبيوت راحت، ووجدت نفسي على الأرض أصرخ دون وعي من الحرقة".
ويستذكر أبو سهل المصاب في قدميه منذ رمضان الماضي "كنا نصلي العصر والكل يجتمع أمام بيتي لنتسلى إلى أن يؤذن المغرب، وبعد الإفطار نرجع لنشرب الشاي ونضحك، كنا أسعد ناس".
ويستذكر أبو سهل المصاب في قدميه منذ رمضان الماضي "كنا نصلي العصر والكل يجتمع أمام بيتي لنتسلى إلى أن يؤذن المغرب، وبعد الإفطار نرجع لنشرب الشاي ونضحك، كنا أسعد ناس".
ويحل شهر رمضان المبارك على الآلاف من مشردي حرب غزة في مخيمات الإيواء وهم على أسوأ حال، نظراً لانعدام مقومات الحياة هناك، من انقطاع للتيار الكهربائي وأجواء الحر، وعدم قدرتهم على إيجاد بديل لإيوائهم إلى حين إعادة بناء منازلهم.
وفقدت أكثر من 4500 أسرة في قطاع غزة منزلها في حرب الاحتلال أوائل العام الجاري، إضافة
وفقدت أكثر من 4500 أسرة في قطاع غزة منزلها في حرب الاحتلال أوائل العام الجاري، إضافة
إلى قتل وإصابة أكثر من 7 ألاف مواطن.
قطعة حلاوة!
ذروة المأساة التي يحياها هؤلاء المشردين تتجسد في عدم قدرتهم على توفير وجبتي الإفطار والسحور لهم ولأبنائهم، ويضطر عدد منهم لطلب المساعدة من جيرانه في توفير بعض الحاجيات، وهذا ما يحدث مع عائلة "أبو فرج".
فأبو فرج أب لتسعة من الأبناء، يقيم تحت ظل ما تبقى من جدران بيته المدمر، ووالد اثنين من الشهداء وثالث أسير، إضافة إلى أنه مصاب هو وزوجته وابنته، فهو عاجز عن توفير أقل حاجيات رمضان لأبنائه التسعة.
ويشكو أبو فرج (48 عاماً) بصوت تهزه دموعه محاولاً تمالك نفسه "مر اليوم الثالث وأولادي لا يتسحرون في رمضان، هذه الليلة أيقظتهم، والله لم أجد شيء لأبنائي حينما طلبوا حلاوة، واضطررت لسؤال أحد الجيران لكنه لم يكن يمتلكها أيضا".
ويتألم على أيام رمضان قبل الحرب بالقول:" كنا أناس كبار، وطوال السنة في نعمة، وبرمضان كان يزيد الخير ونشبع، وكنت أزرع أرضي وأكل من خضارها برمضان، والآن عاجز حتى أن أوفر فطرة يوم".
ويضيف واصفاً قحط مائدة إفطار أسرته:" عدس، ثالث يوم يمر ونحن نفت الخبز بالعدس ونأكله، وغير هذا لا يتوفر لنا، حتى لم يأت بخاطر مؤسسة أن تأتي لترى حالنا أو تقدم لنا مساعدات أو مائدة إفطار كما كانوا يوعدونا".
وانتقد أهالي مخيمات الإيواء إقامة بعض المؤسسات لموائد الإفطار بالعديد من المحافظات في أولى أيام شهر رمضان، في ظل الظروف الصعبة التي من المفترض أن تدفع الجميع لإقامتها في مخيمات المشردين، كما قالوا.
أمنية قطعت أوصاله
"الحمد لله أن قدمي كسرت وأجريت عملية، ليبقى يا أبي وقتاً تشتري زي المدرسة لي.." كلمات الطفلة أمال عبد ربه التي قطعت أوصال والدها، العاجز عن توفير الزي المدرسي لها.
يقول متألماً على حال طفلته البالغة ثمانية سنوات "أمال مصابة وعملت عملية قلب مفتوح في تل شمير داخل الاراضى المحتلة عام 48م قبل يومين، ولما رجعت ولم تجد زيها، قالت لي الحمد لله أني سأقعد 20 يوم حتى تأخذ وقت وتشتري الزي، وإلا لن تذهب للمدرسة وأنا عاجز".
واستقبل طلبة قطاع غزة عامهم الدراسي الاحد الذي صادف الثاني من شهر رمضان المبارك وسط أوضاع معيشية صعبة حرمت أغلبيتهم من شراء الزي المدرسي، وارتدوا الزي القديم، فيما وفرت مؤسسات خيرية الزي لعدد من المحتاجين.
البحث عن النور
فيما يدفع الظلام الدامس الذي يخيم على المخيمات عدد من المشردين إلى ترك المخيم، ويتوجهوا إلى أقاربهم خارجها، إضافة إلى تكبدهم معاناة في الحصول على الغذاء والماء والصلاة أيضاً.
وينقل المواطن "أحمد عبد الله لوا" صاحب أحد المنازل المدمرة شمال قطاع غزة معاناة أهالي المخيمات، قائلاً "النهار حر وجفاف وعطش، وفي الليل عتمة وسواد، والكهرباء لا تزورنا إلا أربع ساعات في اليوم".
ويضيف "الناس يضطروا للنزول إلى البلد عند أقاربهم هنا أو هناك، والصلاة أيضاً الكل يبحث عن المساجد المضيئة والمراوح، لأن المسجد الوحيد حولنا دمر أيام الحرب".
ويبقى هؤلاء المشردون رهائن للحصار والإغلاق الذي يفرضه الاحتلال على قطاع غزة
يقول متألماً على حال طفلته البالغة ثمانية سنوات "أمال مصابة وعملت عملية قلب مفتوح في تل شمير داخل الاراضى المحتلة عام 48م قبل يومين، ولما رجعت ولم تجد زيها، قالت لي الحمد لله أني سأقعد 20 يوم حتى تأخذ وقت وتشتري الزي، وإلا لن تذهب للمدرسة وأنا عاجز".
واستقبل طلبة قطاع غزة عامهم الدراسي الاحد الذي صادف الثاني من شهر رمضان المبارك وسط أوضاع معيشية صعبة حرمت أغلبيتهم من شراء الزي المدرسي، وارتدوا الزي القديم، فيما وفرت مؤسسات خيرية الزي لعدد من المحتاجين.
البحث عن النور
فيما يدفع الظلام الدامس الذي يخيم على المخيمات عدد من المشردين إلى ترك المخيم، ويتوجهوا إلى أقاربهم خارجها، إضافة إلى تكبدهم معاناة في الحصول على الغذاء والماء والصلاة أيضاً.
وينقل المواطن "أحمد عبد الله لوا" صاحب أحد المنازل المدمرة شمال قطاع غزة معاناة أهالي المخيمات، قائلاً "النهار حر وجفاف وعطش، وفي الليل عتمة وسواد، والكهرباء لا تزورنا إلا أربع ساعات في اليوم".
ويضيف "الناس يضطروا للنزول إلى البلد عند أقاربهم هنا أو هناك، والصلاة أيضاً الكل يبحث عن المساجد المضيئة والمراوح، لأن المسجد الوحيد حولنا دمر أيام الحرب".
ويبقى هؤلاء المشردون رهائن للحصار والإغلاق الذي يفرضه الاحتلال على قطاع غزة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق