ذهبت إلي غزة من أجل التضامن مع الشعب الباسل فالتعاطف والشجب لا يحل القضايا
الوضع في غزة صادم ووصمة عار في جبين البشرية
دخلت غزة من منطقة صلاح الدين واستغرق عبور مائتي متر أكثر من ست ساعات
الوضع في غزة صادم ووصمة عار في جبين البشرية
دخلت غزة من منطقة صلاح الدين واستغرق عبور مائتي متر أكثر من ست ساعات
كنت أنتظر الشهادة أو الإصابة في أي لحظة وكنت أعلم كل العواقب
الحكومة في غزة تحكم السيطرة علي الأمن رغم كل الظروف المعاكسة
الناس في فلسطين يعلمون جيدا الفارق بين الشعوب والأنظمة
علي من يشيد الجدار العازل أن يحذر الانفجار القادم من كافة الاتجاهات
المحاكم العسكرية هي امتهان لكرامة المواطن ومحاكمتي باطلة
الحكومة في غزة تحكم السيطرة علي الأمن رغم كل الظروف المعاكسة
الناس في فلسطين يعلمون جيدا الفارق بين الشعوب والأنظمة
علي من يشيد الجدار العازل أن يحذر الانفجار القادم من كافة الاتجاهات
المحاكم العسكرية هي امتهان لكرامة المواطن ومحاكمتي باطلة
دومة فى معرض لمخلفات الحرب بغزة ( تصوير: نيوز فلسطين)
البحيرة - نيوز فلسطين
كل جرمه أنه أراد أن يساند القضية الفلسطينية كل ذنبه أنه صدق دعاوي العروبة جريمته الكبرى أنه لازال يؤمن بوحدة الصف والمصير. ذهب إلي غزة أثناء الحرب الصهيونية علي القطاع الذي يئن تحت وطأة الجوع والحصار ليوصل رسالة مفادها إن مصر كلها مع الفلسطيني الصامد في كل مكان في الضفة والقطاع والقدس والمسجد الأقصى.
وعندما وضعت الحرب أوزارها وعاد إلي مصر بدلا من أن يُحمل علي الأعناق بطلا مغوارا يشار إليه بالبنان بعد أن قام بما يتمناه كل مصري شريف يؤمن بقيم العدالة والجهاد والحرية إذا به يجد سلطات التحقيق في انتظاره ثم يحول إلي محاكمة عسكرية تقضي عليه بالسجن عاما ... قضاه خلف القضبان بينما من يستحق السجن والعقاب فعلا ظل بمنأى عن العقاب والحساب إلي حين. كان علينا أن نسعى إليه ونجري هذا الحوار معه من أجل أن نعرف ما حدث له وكيف خرج من هذه الأزمة وما تعلمه من خلال هذه التجربة التي يقل نظيرها حاليا:
ما العوامل التي دفعت بك إلي الذهاب إلي غزة تحت النار؟
أحمد سعد: ببساطة رأيت أنه واجب وطني وديني وإنساني خصوصا في ظل التخاذل العربي والعالمي تجاه المجازر التي يرتكبها الجيش الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني. فالإيمان والشعور لا يحل القضية لكن الجهد والتضحيات هي التي تحل القضايا.
كيف تقيم الوضع الإنساني في غزة؟
وضع مأساوي للغاية ووصمة عار في وجه العرب والمسلمين والإنسانية كلها.
فمثلا في مدرسة الفاخورة التى قصفها الصهاينة بالقنابل الفسفورية التي تنشطر وتحرق الجلد وتذيبه ولا تترك فيه أي شيء حي فمنظر الأطفال القتلى وجثثهم المتناثرة منظر بشع لا يمكن أن يمح من الذاكرة علي مر السنين.
والغريب أن ذلك حدث في مدرسة للأونروا التابعة للأمم المتحدة ورغم إنكار الصهاينة لهذه الجريمة إلا أن الجريمة كانت من البشاعة والفجاجة مما لا يدع مجال من الشك في ارتكاب العدو الصهيوني لهذه المجزرة. كما أن ما حدث في عزبة عبد ربه أثناء الهجوم البري هو حالة من حالات الإبادة الجماعية حيث سوي الصهاينة كل شيء بالأرض فهم كعادتهم يحرقون الحجر والشجر ويعادون كل ما هو خير وجميل في الحياة.
والواقع يختلف تماما بالنسبة لي. إن ما يحدث في غزة يحتاج لتحرك حقيقي وليس مجرد استنكار. كما أنني أري أن النظام المصري مشارك في الحرب بشكل مباشر.
كيف دخلت إلي غزة؟
لم أدخل من الأنفاق ولا من المعبر ولكن من فوق السور في منطقة صلاح الدين وأستغرق الأمر ست ساعات كاملة تخللها الزحف والقفز والوقوف في حالة ثبات تماما لفترات طويلة وكانت مرحلة الزحف هي أصعب مرحلة في المهمة كل هذا الوقت لكي أعبر مسافة لا تتعدي المائتي متر فقط كما أنني كنت معرضا للقنص من الجانب المصري أو الفلسطيني كما كنت في مرمي نيران وشظايا الطيران الصهيوني والتي اخترقت أحداها حقيبة الظهر فحرقت كل ما فيها ووصلت إلي ظهري لكن الله سلم.
وبصراحة كنت أتوقع أنال الشهادة في أي لحظة كما انتابتني مشاعر الخوف كجزء من الطبيعة البشرية العادية لكن التثبيت جاءني من عند الله تعالي وكان الدعاء والاستغفار هما سلاحي في هذه الفترة.
هل كنت تعلم عواقب هذا العمل؟
نعم كنت أعرف كل العواقب وعلي رأسها كما قلت الشهادة أو الإصابة والعودة إلي المعبر جريحا ثم التوقع الأخير وهو إنجاز المهمة والعودة عبر المعبر وهو ما حدث بحمد الله.
كنت مدركا تماما للعواقب ومنها اتهام النظام لي بالانتساب لتنظيم عسكري أجنبي رغم أن المقاومة واجب وطني وديني وإنساني أو التسلل كما حدث في النهاية.
ثالثا: كيف يعيش الناس في غزة تحت النار والجوع والحصار والخذلان؟
غزة بين الحصار والحرب أصبحت تشبه المقبرة بكل من فيها فالشعب في غزة لا يجد القوت لمرة واحدة فقط والكهرباء منقطعة والمستشفيات بدون أدوية وسيارات الإسعافات يتم قصفها وتمنع من ممارسة عملها.
حتى مؤسسات الأمم المتحدة لم تسلم من الضرب والتدمير ولم يسلم من لجأ إليها من المصير الدامي علي يد أعداء الإنسانية الذين تجردوا من كل المشاعر.
ماذا تمثل الحرب علي غزة بهذا الشكل؟
الحرب علي غزة كانت رسالة صهيونية للعالم كله أننا سنفعل ما نريد ولن يتمكن أحد من منعنا وشهادة وفاة حقيقة للنظام العربي بشكله الحالي كما وضعت هذه الحرب النظام المصري في وضع مهين ومشين حيث تم إعلان الحرب علي غزة من القاهرة في سابقة ليس لها مثيل في التاريخ العربي الحديث رغم كل ما فيه من نكسات.
هل يشعر الغزاويون بشيء من المرارة تجاه الموقف العربي؟
هناك إجماع أن الحرب العربية علي غزة أقسي من اليد الصهيونية ولقد رأيت ذلك في أكثر من المساجد والصالونات السياسية والثقافية وفي الشارع في غزة حتى أن البعض قال لي أن الصهاينة أكثر رحمة من الأنظمة العربية.
فالشعب الفلسطيني بدأ يستشعر أن الموقف العربي بدأ ينتقل من الاستنكار والشجب المفرغ من أي مضمون إلي مرحلة أسوء وهي مرحلة المشاركة في الحصار والتجويع والحرب. وبدا ذلك ليس في غزة المحاصرة الجائعة تحت النار بل في مصر أيضا فالنظام المصري يعامل الفلسطينيين في مصر كأعداء حتى الأساتذة الجامعيين منهم حتى أن بعضهم أقسم لي عدم دخول مصر بسبب سوء المعاملة وبعضهم يري أن المعاملة في السجون الصهيونية أكثر رحمة. وهذا يعطي مؤشر خطير لتدني حالة العلاقة العربية - العربية التي تسير إلي الهاوية بشكل متسارع.
كيف تسير الحياة في غزة وكيف تسير الحكومة المقالة الأمور في غزة؟
هناك قدر كبير من السيطرة الأمنية رغم كل الظروف الصعبة فالحكومة تؤدي واجبها رغم الحصار والقتل والنار بمهنية عالية ولديها الكثير من خطط الطوارئ التي تعالج بها أي انفلات أمني في القطاع وهو ما مكنها من السيطرة علي الوضع وهو أمر يشبه الإعجاز رغم إن الوضع الاستثنائي حال وجودي في غزة كان يفرض بعض القيود علي الحريات في القطاع وهو أمر طبيعي وقت الحروب.
كيف تعامل معك الأمن في مصر؟
باحترام وتقدير وتنفيذ أوامر مفادها حبسي لرفضي للعمالة والإذعان ولمواقفي مع الشعب الفلسطيني كنوع من الإرهاب لكل من يفكر في التضامن بشكل حقيقي وفاعل. بمعني أخر إن الأمن في مصر يتحمل أكثر مما يطيق وهو ما يؤذن بتداعيات خطيرة في المستقبل.
ما هي جريمتك من وجهة نظر الأمن؟
التسلل إلي الحدود الشرقية مع قطاع غزة.
ماذا تثير هذه الأزمة لديك؟
تبين مدي التوجه النظام المصري للمعسكر الأخر وتخليه عن واجبه الوطني والقومي والإسلامي.
هل تري أن النظام المصري معذورا في هذه الإجراءات لحماية أمنه القومي؟
الأمن القومي يجب حمايته من الصهاينة والأمريكان وهما يمثلان التهديد الحقيقي. فلابد من حماية أمن مصر القومي من الاختراقات الصهيونية في أبو حصيرة والإسماعيلية وفي التعامل المشين مع الصهاينة.
إن ما فعلته هو الحماية الحقيقية للأمن المصري وليس العكس. إن ما يفعله النظام المصري هو حماية الأمن الصهيوني والأمريكي من اجل البقاء علي الكرسي لأن ولاء النظام لمن يأتي به وهو لا يأتي برغبة الشعب فيشعر أن بقاءه مرهون بالرضا الأمريكي الذي يمر عبر البوابة لصهيونية. إن حماية الأراضي الفلسطينية هي حماية الأمن القومي المصري كما أن كثيرا من الغزاويين من أصول مصرية وهناك التزام أدبي ناحية غزة تحديدا لأنها كانت تحت الإدارة المصرية وقت احتلالها.
كيف تقيم تعامل النظام في مصر مع المعبر خصوصا أثناء الحرب؟
هذه هي المرة الأولي في التاريخ أري نظاما يعترف للاحتلال بسلطة وما له من سلطة!!
فالنظام المصري يقر للصهاينة بحقوق لا يعرفها البشر للاحتلال فاتفاق المعابر ليست إسرائيل طرفا فيها والسلطة في غزة هي سلطة حماس.
غلق المعبر هو آلة حرب كما هي القنابل والأباتشي لأنه لا يعطي الفرصة للحياة بل يحاصر الجرحى حتى الموت ولقد تعهد الرئيس بعدم تجويع الفلسطينيين لكن النظام يفعل ما هو أشد واقسي من التجويع أنه الموت البطيء من الحصار والموت السريع من الحصار والحرب معا.
ما هي نظرتك للجدار الفولاذي وما هي الدوافع وراء إنشاءه؟
من حق النظام حماية حقوقه وأمنه ولكن عليه في الوقت نفسه مراعاة كل الظروف الإنسانية والتي تقرها كل الأديان والمواثيق الدولية ولذا فإن أغلق المعابر عليه أن يترك الإنفاق وإن أغلق الإنفاق فعليه أن يفتح المعبر وإن أغلق الاثنين فعليه أن يتحمل النتائج والانفجار القادم في الشارع المصري والفلسطيني كما أن عليه أن يواجه التاريخ وما سيكتبه عنه.
كيف تري المظاهرات ضد السفارات المصرية من أجل غزة وضد الجدار؟
لأن الشراكة المصرية في الحرب علي غزة واضحة وجلية ولا تحتاج إلي دليل فالعالم كله اجمع علي هذا وحرق العلم المصري في أماكن كثيرة دليل علي ذلك وهذا ما يجعل النظام المصري أداة لهدم الدولة المصرية وليس لإدارتها.
كيف تري المساءلة الإنسانية والقضايا المرفوعة عالميا ضد مصر لإنشائها الجدار العازل؟
هذا أقل رد علي المشاركة المصرية وإن لم يؤتي جدوى فتأكد أنه سيكون هناك انفجار من عدة جهات. وكما انتصر الشعب الفلسطيني علي الحصار فإنه سينتصر علي الجدار.
كيف يقيم الشعب في غزة الدور الشعبي في مصر؟
المطمئن أن هناك حالة فصل بين النظام والشعب في الشارع الغزاوى يعترفون للشعب المصري أنه صاحب الدور الأول في القضية الفلسطينية فهم يعرفون أننا معهم قلبا وقالبا وأن قضيتهم هي قضيتنا في المقام الأول.
ما هو الدور الأسري في محنتك؟
كان هناك تقدير كبير لهذا التحرك وأحد البواعث عليه كانوا دائما مؤمنين – شأن كل المصريين الشرفاء – بالقضية الفلسطينية ودورنا ناحيتها.
ماذا تقول عن المحاكمة العسكرية التي تعرضت لها؟
المحكمة العسكرية هي امتهان لكرامة المواطن المصري لأن النظام يعلم أنني لم أخالف الدستور وهناك إنسانيا في كل مكان العالم قيم أعلي وأغلي من القانون والدستور فانجلترا مثلا ليس لديها دستور مكتوب لكن القواعد العليا العامة معروفة للقاصي والداني وأنا حوكمت بقرار جمهوري بقانون الطوارئ سيء السمعة فالمحاكمة باطلة وما تمخض عنها باطل بالتبعية.
نقلاً عن موقع أخوان البحيرة
البحيرة - نيوز فلسطين
كل جرمه أنه أراد أن يساند القضية الفلسطينية كل ذنبه أنه صدق دعاوي العروبة جريمته الكبرى أنه لازال يؤمن بوحدة الصف والمصير. ذهب إلي غزة أثناء الحرب الصهيونية علي القطاع الذي يئن تحت وطأة الجوع والحصار ليوصل رسالة مفادها إن مصر كلها مع الفلسطيني الصامد في كل مكان في الضفة والقطاع والقدس والمسجد الأقصى.
وعندما وضعت الحرب أوزارها وعاد إلي مصر بدلا من أن يُحمل علي الأعناق بطلا مغوارا يشار إليه بالبنان بعد أن قام بما يتمناه كل مصري شريف يؤمن بقيم العدالة والجهاد والحرية إذا به يجد سلطات التحقيق في انتظاره ثم يحول إلي محاكمة عسكرية تقضي عليه بالسجن عاما ... قضاه خلف القضبان بينما من يستحق السجن والعقاب فعلا ظل بمنأى عن العقاب والحساب إلي حين. كان علينا أن نسعى إليه ونجري هذا الحوار معه من أجل أن نعرف ما حدث له وكيف خرج من هذه الأزمة وما تعلمه من خلال هذه التجربة التي يقل نظيرها حاليا:
ما العوامل التي دفعت بك إلي الذهاب إلي غزة تحت النار؟
أحمد سعد: ببساطة رأيت أنه واجب وطني وديني وإنساني خصوصا في ظل التخاذل العربي والعالمي تجاه المجازر التي يرتكبها الجيش الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني. فالإيمان والشعور لا يحل القضية لكن الجهد والتضحيات هي التي تحل القضايا.
كيف تقيم الوضع الإنساني في غزة؟
وضع مأساوي للغاية ووصمة عار في وجه العرب والمسلمين والإنسانية كلها.
فمثلا في مدرسة الفاخورة التى قصفها الصهاينة بالقنابل الفسفورية التي تنشطر وتحرق الجلد وتذيبه ولا تترك فيه أي شيء حي فمنظر الأطفال القتلى وجثثهم المتناثرة منظر بشع لا يمكن أن يمح من الذاكرة علي مر السنين.
والغريب أن ذلك حدث في مدرسة للأونروا التابعة للأمم المتحدة ورغم إنكار الصهاينة لهذه الجريمة إلا أن الجريمة كانت من البشاعة والفجاجة مما لا يدع مجال من الشك في ارتكاب العدو الصهيوني لهذه المجزرة. كما أن ما حدث في عزبة عبد ربه أثناء الهجوم البري هو حالة من حالات الإبادة الجماعية حيث سوي الصهاينة كل شيء بالأرض فهم كعادتهم يحرقون الحجر والشجر ويعادون كل ما هو خير وجميل في الحياة.
والواقع يختلف تماما بالنسبة لي. إن ما يحدث في غزة يحتاج لتحرك حقيقي وليس مجرد استنكار. كما أنني أري أن النظام المصري مشارك في الحرب بشكل مباشر.
كيف دخلت إلي غزة؟
لم أدخل من الأنفاق ولا من المعبر ولكن من فوق السور في منطقة صلاح الدين وأستغرق الأمر ست ساعات كاملة تخللها الزحف والقفز والوقوف في حالة ثبات تماما لفترات طويلة وكانت مرحلة الزحف هي أصعب مرحلة في المهمة كل هذا الوقت لكي أعبر مسافة لا تتعدي المائتي متر فقط كما أنني كنت معرضا للقنص من الجانب المصري أو الفلسطيني كما كنت في مرمي نيران وشظايا الطيران الصهيوني والتي اخترقت أحداها حقيبة الظهر فحرقت كل ما فيها ووصلت إلي ظهري لكن الله سلم.
وبصراحة كنت أتوقع أنال الشهادة في أي لحظة كما انتابتني مشاعر الخوف كجزء من الطبيعة البشرية العادية لكن التثبيت جاءني من عند الله تعالي وكان الدعاء والاستغفار هما سلاحي في هذه الفترة.
هل كنت تعلم عواقب هذا العمل؟
نعم كنت أعرف كل العواقب وعلي رأسها كما قلت الشهادة أو الإصابة والعودة إلي المعبر جريحا ثم التوقع الأخير وهو إنجاز المهمة والعودة عبر المعبر وهو ما حدث بحمد الله.
كنت مدركا تماما للعواقب ومنها اتهام النظام لي بالانتساب لتنظيم عسكري أجنبي رغم أن المقاومة واجب وطني وديني وإنساني أو التسلل كما حدث في النهاية.
ثالثا: كيف يعيش الناس في غزة تحت النار والجوع والحصار والخذلان؟
غزة بين الحصار والحرب أصبحت تشبه المقبرة بكل من فيها فالشعب في غزة لا يجد القوت لمرة واحدة فقط والكهرباء منقطعة والمستشفيات بدون أدوية وسيارات الإسعافات يتم قصفها وتمنع من ممارسة عملها.
حتى مؤسسات الأمم المتحدة لم تسلم من الضرب والتدمير ولم يسلم من لجأ إليها من المصير الدامي علي يد أعداء الإنسانية الذين تجردوا من كل المشاعر.
ماذا تمثل الحرب علي غزة بهذا الشكل؟
الحرب علي غزة كانت رسالة صهيونية للعالم كله أننا سنفعل ما نريد ولن يتمكن أحد من منعنا وشهادة وفاة حقيقة للنظام العربي بشكله الحالي كما وضعت هذه الحرب النظام المصري في وضع مهين ومشين حيث تم إعلان الحرب علي غزة من القاهرة في سابقة ليس لها مثيل في التاريخ العربي الحديث رغم كل ما فيه من نكسات.
هل يشعر الغزاويون بشيء من المرارة تجاه الموقف العربي؟
هناك إجماع أن الحرب العربية علي غزة أقسي من اليد الصهيونية ولقد رأيت ذلك في أكثر من المساجد والصالونات السياسية والثقافية وفي الشارع في غزة حتى أن البعض قال لي أن الصهاينة أكثر رحمة من الأنظمة العربية.
فالشعب الفلسطيني بدأ يستشعر أن الموقف العربي بدأ ينتقل من الاستنكار والشجب المفرغ من أي مضمون إلي مرحلة أسوء وهي مرحلة المشاركة في الحصار والتجويع والحرب. وبدا ذلك ليس في غزة المحاصرة الجائعة تحت النار بل في مصر أيضا فالنظام المصري يعامل الفلسطينيين في مصر كأعداء حتى الأساتذة الجامعيين منهم حتى أن بعضهم أقسم لي عدم دخول مصر بسبب سوء المعاملة وبعضهم يري أن المعاملة في السجون الصهيونية أكثر رحمة. وهذا يعطي مؤشر خطير لتدني حالة العلاقة العربية - العربية التي تسير إلي الهاوية بشكل متسارع.
كيف تسير الحياة في غزة وكيف تسير الحكومة المقالة الأمور في غزة؟
هناك قدر كبير من السيطرة الأمنية رغم كل الظروف الصعبة فالحكومة تؤدي واجبها رغم الحصار والقتل والنار بمهنية عالية ولديها الكثير من خطط الطوارئ التي تعالج بها أي انفلات أمني في القطاع وهو ما مكنها من السيطرة علي الوضع وهو أمر يشبه الإعجاز رغم إن الوضع الاستثنائي حال وجودي في غزة كان يفرض بعض القيود علي الحريات في القطاع وهو أمر طبيعي وقت الحروب.
كيف تعامل معك الأمن في مصر؟
باحترام وتقدير وتنفيذ أوامر مفادها حبسي لرفضي للعمالة والإذعان ولمواقفي مع الشعب الفلسطيني كنوع من الإرهاب لكل من يفكر في التضامن بشكل حقيقي وفاعل. بمعني أخر إن الأمن في مصر يتحمل أكثر مما يطيق وهو ما يؤذن بتداعيات خطيرة في المستقبل.
ما هي جريمتك من وجهة نظر الأمن؟
التسلل إلي الحدود الشرقية مع قطاع غزة.
ماذا تثير هذه الأزمة لديك؟
تبين مدي التوجه النظام المصري للمعسكر الأخر وتخليه عن واجبه الوطني والقومي والإسلامي.
هل تري أن النظام المصري معذورا في هذه الإجراءات لحماية أمنه القومي؟
الأمن القومي يجب حمايته من الصهاينة والأمريكان وهما يمثلان التهديد الحقيقي. فلابد من حماية أمن مصر القومي من الاختراقات الصهيونية في أبو حصيرة والإسماعيلية وفي التعامل المشين مع الصهاينة.
إن ما فعلته هو الحماية الحقيقية للأمن المصري وليس العكس. إن ما يفعله النظام المصري هو حماية الأمن الصهيوني والأمريكي من اجل البقاء علي الكرسي لأن ولاء النظام لمن يأتي به وهو لا يأتي برغبة الشعب فيشعر أن بقاءه مرهون بالرضا الأمريكي الذي يمر عبر البوابة لصهيونية. إن حماية الأراضي الفلسطينية هي حماية الأمن القومي المصري كما أن كثيرا من الغزاويين من أصول مصرية وهناك التزام أدبي ناحية غزة تحديدا لأنها كانت تحت الإدارة المصرية وقت احتلالها.
كيف تقيم تعامل النظام في مصر مع المعبر خصوصا أثناء الحرب؟
هذه هي المرة الأولي في التاريخ أري نظاما يعترف للاحتلال بسلطة وما له من سلطة!!
فالنظام المصري يقر للصهاينة بحقوق لا يعرفها البشر للاحتلال فاتفاق المعابر ليست إسرائيل طرفا فيها والسلطة في غزة هي سلطة حماس.
غلق المعبر هو آلة حرب كما هي القنابل والأباتشي لأنه لا يعطي الفرصة للحياة بل يحاصر الجرحى حتى الموت ولقد تعهد الرئيس بعدم تجويع الفلسطينيين لكن النظام يفعل ما هو أشد واقسي من التجويع أنه الموت البطيء من الحصار والموت السريع من الحصار والحرب معا.
ما هي نظرتك للجدار الفولاذي وما هي الدوافع وراء إنشاءه؟
من حق النظام حماية حقوقه وأمنه ولكن عليه في الوقت نفسه مراعاة كل الظروف الإنسانية والتي تقرها كل الأديان والمواثيق الدولية ولذا فإن أغلق المعابر عليه أن يترك الإنفاق وإن أغلق الإنفاق فعليه أن يفتح المعبر وإن أغلق الاثنين فعليه أن يتحمل النتائج والانفجار القادم في الشارع المصري والفلسطيني كما أن عليه أن يواجه التاريخ وما سيكتبه عنه.
كيف تري المظاهرات ضد السفارات المصرية من أجل غزة وضد الجدار؟
لأن الشراكة المصرية في الحرب علي غزة واضحة وجلية ولا تحتاج إلي دليل فالعالم كله اجمع علي هذا وحرق العلم المصري في أماكن كثيرة دليل علي ذلك وهذا ما يجعل النظام المصري أداة لهدم الدولة المصرية وليس لإدارتها.
كيف تري المساءلة الإنسانية والقضايا المرفوعة عالميا ضد مصر لإنشائها الجدار العازل؟
هذا أقل رد علي المشاركة المصرية وإن لم يؤتي جدوى فتأكد أنه سيكون هناك انفجار من عدة جهات. وكما انتصر الشعب الفلسطيني علي الحصار فإنه سينتصر علي الجدار.
كيف يقيم الشعب في غزة الدور الشعبي في مصر؟
المطمئن أن هناك حالة فصل بين النظام والشعب في الشارع الغزاوى يعترفون للشعب المصري أنه صاحب الدور الأول في القضية الفلسطينية فهم يعرفون أننا معهم قلبا وقالبا وأن قضيتهم هي قضيتنا في المقام الأول.
ما هو الدور الأسري في محنتك؟
كان هناك تقدير كبير لهذا التحرك وأحد البواعث عليه كانوا دائما مؤمنين – شأن كل المصريين الشرفاء – بالقضية الفلسطينية ودورنا ناحيتها.
ماذا تقول عن المحاكمة العسكرية التي تعرضت لها؟
المحكمة العسكرية هي امتهان لكرامة المواطن المصري لأن النظام يعلم أنني لم أخالف الدستور وهناك إنسانيا في كل مكان العالم قيم أعلي وأغلي من القانون والدستور فانجلترا مثلا ليس لديها دستور مكتوب لكن القواعد العليا العامة معروفة للقاصي والداني وأنا حوكمت بقرار جمهوري بقانون الطوارئ سيء السمعة فالمحاكمة باطلة وما تمخض عنها باطل بالتبعية.
نقلاً عن موقع أخوان البحيرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق