غزة المحاصرة- مدونة نيوز فلسطين
أثر انقطاع التيار الكهربي المستمر عن مختلف محافظات قطاع غزة، بشكل سلبي على كافة مناحي الحياة في القطاع، لكنه عاد في الوقت ذاته، بالنفع والفائدة على أشخاص آخرين "مصائب قوم عند قوم فوائد"، وهم أصحاب ورش صيانة الأجهزة الكهربائية، التي ازدهرت مهنتهم في ظل الوضع القائم.
وبخطى أثقل من الغسالة التي يدفعها ابنه يبدي أبو أحمد سالم من حي الدرج شرق مدينة غزة تذمراً من الانقطاع غير المنتظم للكهرباء، قائلاً: " إنها المرة الثالثة على التوالي التي أصلح فيها الغسالة، وذلك بسبب الانقطاع المستمرة للتيار الكهربائي عن الحي"، مشيراً إلى أن حريقاً كاد يفتك بحياة أسرته.
ويقول: " كانت زوجتي تهم لكي تغسل الملابس، ولم تكمل الغسالة دورتها الأولى حتى انقطعت الكهرباء فجأة ثم عاد التيار بقوة فانبعث دخان كثيف وحدث "ماس" كهربائي، وكاد البيت أن يُحرق بمن فيه لولا عناية الله".
ويضيف: " دفعت مصاريف لإصلاح الغسالة في هذه الفترة أكثر من الثمن الذي اشتريتها به، ولولا الحاجة ووضعي الاقتصادي الصعب لاشتريت غسالة جديدة لأن القديمة قد اهترأت من كثرة الاستعمال والتصليح".
سئمت من إصلاحها
أما مصطفى يوسف فهو ليس أحسن حالاً من سابقه، ويقول إن معاناة ليست مع الكهرباء فقط بل مع أصحاب الورش.
وذهب الرجل الذي يقطن حي الزيتون إلى القول: " يوجد العديد من محلات تصليح الأجهزة الكهربائية لا يمتلكون الكفاءة اللازمة للتصليح، وتجربتي المريرة معهم تثبت ذلك، فقد قمت بإصلاح ثلاجة البيت أربع مرات ولم أستفد شيئا، وانتهى بي المطاف إلى بيعها وشراء ثلاجة جديدة".
ويتابع يوسف (36) عاما: "استمرار انقطاع التيار الكهربائي وعدم انتظام مواعيده المفاجئة تؤثر كثيرا ، على الأجهزة الكهربائية في البيت، التلفاز والثلاجة أكثر الأجهزة تأثرا بانقطاع التيار الكهربائي، عند مجيء الكهرباء إلى البيت فجأة قوتها تضر بالتلفاز، وهذا ما حدث معي في يوم من الأيام وقد احترق التلفاز في البيت بسبب مجيء الكهرباء بقوة عالية".
رب ضارة نافعة
ولكن ماذا عن أصحاب الورش الفنية؟ يقول عادل شحيبر أن الانقطاع المفاجئ للتيار الكهربائي واستمراره لساعات طويلة، أدى إلى زيادة الإقبال على محلات تصليح الأجهزة الكهربائية لزيادة الأضرار التي تلحق بها.
ويكمل حديثه: " زاد إقبال الناس على ورشتي لتصليح ما أفسده التيار الكهربائي بصورة كبيرة في الآونة الأخيرة، "مصائب قوم عند قوم فوائد"، هذا المثل ينطبق علينا في هذه الأيام، لأنها أصبحت مهنة مربحة للكثير منا".
ومضى يقول: "بعض الأجهزة التي تأتي إلى ورشتي لإصلاحها، تكون معدومة ولا يرجى منها أي فائدة لأن صاحبها سئم من إصلاحها، ولكن رغم ذلك أصلحها، وأحاول أن أعيد "قولبتها" من جديد، ويعود ذلك إلى الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعاني منه المواطن الغزي لعدم قدرته على اقتناء أجهزة جديدة لارتفاع ثمنها".
نصائح لتجنب المشاكل
أما دانيال إسماعيل صاحب ورشة لتصليح الثلاجات والغسالات، وجه نصيحةً إلى المواطنين ودعاهم إلى ضرورة الانتباه إلى أجهزتهم الكهربائية من خلال متابعة الكهرباء في حال قُطعت عليهم بالإسراع إلى فصلها من الكهرباء ، أو إذا كانت الكهرباء ضعيفة "فيجب حينها وضع ترانس تقوية بحجم الكيلو"، ليحافظ على جودة الأدوات خصوصاً الثلاجة.
واشتكى إسماعيل في الوقت ذاته، من قلة قطع الغيار اللازمة لإصلاح الأجهزة الكهربائية، وقال :"إن العمل في ظل الحصار مرهق جداً، خصوصاً حينما يتعلق الأمر بالبحث عن موتور لثلاجة أو "فريرز" أو أي شيء من هذا القبيل إذ ليس من السهل أن تجد غرضك في السوق".
وأوضح أن قطع الغيار التي تأتي عبر الأنفاق ليست بالجودة ذاتها التي كانت تدخل
إلى قطاع غزة قبل الحصار.
ومن جهته، قال أحمد السوسي من مدينة غزة صاحب محل لبيع وتصليح الأجهزة الكهربائية: "الحصار والوضع الاقتصادي وانقطاع الكهرباء لساعات طويلة، أدى إلى انتعاش الورش الفنية.. أنا شخصيا زاد عملي وأرباحي عما كان عليه في السابق".
ويضيف: "في السابق كان المواطن الذي يمتلك جهازا كهربائيا، سواء غسالة أو ثلاجة أو تلفاز عندما يتعطل، يستبدله بآخر جديد، ولكن في هذا الوقت يحدث العكس، حيث يقوم بإصلاح الخلل مرة ومرتين وثلاث، لارتفاع أسعار الأجهزة الكهربائية الجديدة".
ويعاني قطاع غزة من انقطاع مستمر وغير منتظم للكهرباء لساعات طويلة تتجاوز الثمان ساعات يومياً، وتعزو شركة توزيع الكهرباء هذا الانقطاع إلى النقص الحاد في الوقود الصناعي اللازم لتشغيل محطة توليد الطاقة، إضافة إلى إهتراء الخطوط القادمة من داخل الكيان الصهيوني وعدم وجود تنسيق مع الجانب الصهيوني لاستبدالها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق