رفح - مدونة نيوز فلسطين
تمكَّن عدد من مُلاك الأنفاق المنتشرة أسفل الشريط الحدودي الفاصل بين الأراضي المصرية والفلسطينية، من اختراق الجدار الفولاذي المحصن الذي تواصل السلطات المصرية إقامته تحت الأرض لتشديد الخناق على قطاع غزة المحاصر.
ونشرت وكالة فلسطينية صور (تنشر لأول مرة)، تظهر عمال الأنفاق وهم يقصون الجدار الفولاذي باستخدام أداوت بدائية، وينجحون بإعادة العمل في الأنفاق المستهدفة بالجدار.
وكانت الحكومة المصرية شرعت في ديسمبر/كانون أول2009 في بناء الجدار الفولاذي على طول الحدود الفلسطينية المصرية والذي يزيد طولها عن 10 كم، بعمق يصل إلى 30 مترًا وبطول 10 كيلومترات، وبتكلفة تتعدى 2 مليار دولار أمريكي.
وتنتشر في بعض مناطق الشريط الحدودي- منذ بدء العمل بالجدار- آليات ثقيلة تستخدم في بناء الجدار، منها خمس آلات " قادح " يتراوح طول الواحد منها من 7 إلى 8 أمتار وارتفاعه 4 متر ، في حين يبلغ طول حفار القادح 53 مترًا، يقوم بعمل ثقب في الأرض بشكل لولبي بقطر 6 أنش.
كيف اخترقوا الجدار؟
يقول (م.غ) أحد ملاك الأنفاق التي تم أغلق جزء كبير منها بسبب الجدار: إن "العاملين بالنفق الذي يملكه تمكنوا من اختراق الجدار الفولاذي بعد أقل من يومين على قيام السلطات المصرية بوضعه".
ويشرح (غ) لــ مراسل (صفا) أن أعمال البناء بالجدار تبدأ من خلال قيام حفار كبير يعرف بــ ( القادح) بسكب الرمال المنحلة داخل ماسورة القادح، فإذا تواصلت الرمال في النزول للأرض فإنهم يتأكدون من وجود نفق، وإذا توقفت الرمال ولم تستمر في النزول فيتبين لهم بأن هذه المنطقة لا يتواجد بها أنفاق فيتركون العمل بها.
ويلفت إلى أن القادح عبارة عن مواسير حديد غليظة ومخرمة من جميع الجوانب وتدلى في الأرض حتى تصل إلى أبعد مدى يصل إليه في الحفر وهي مصنوعة من الفولاذ، وتكمن خطورته في إحداث انهيارات كبيرة بتربة النفق، وهذا يشكل خطر على العاملين إذا تواجد بداخله أثناء العمل. كما قال.
ويتابع " بعد ذلك تقوم الآلات الكبيرة بإنزال الجدار الذي يتراوح طوله قرابة 12 مترًا، فيغلق النفق الواحد بصفيحتين أو أكثر، في حين تبقى ما يقارب من 3 أمتار من الجدار خارج الأرض، ويقوم العاملون بالبناء بإنزاله مرة أخرى بعد أيام من إنزاله
بالمرة الأولى.
ويضيف (غ) "بعد أيام من انتهاء العمل بالجدار بالمنطقة التي يتواجد بها النفق، نأتي بحدَّاد ومعه أسطوانة أكسجين كبيرة الحجم ويباشر عمله بقص الجدار مستغرقًا ما بين 4 لــ 6 ساعات لإتمام قص الجدار بشكل كامل".
محاولة فاشلة
ويستطرد " نقوم بعد قص الجدار بتبطين المنطقة التي بها الجدار بألواح خشبية مُثبتة بجسور حديدية ، حتى تمنع انهيار التربة المتصدعة بفعل العمل أثناء إنزال الجدار ".
ويشير إلى أن العاملين بالجدار يقومون بإنزاله بالنفق مجددًا ولا يكتفون بمرة واحدة وقد تصل في بعض الأحيان لــ3مرات.
ويؤكد(غ) أن السلطات المصرية فشلت بالجدار الذي قالت عنه بأنه صعب الاختراق، وستفشل بأي محاولة تقوم بها لإغلاقها والحد منها، طالما الحصار مازال مفروضًا على قطاع غزة والمعابر مغلقة منذ 4 أعوام. كما قال.
وأنشأت السلطات المصرية جدارًا إسمنتيًا وصخريًا فوق سطح الأرض بارتفاع 3 أمتار، منذ فبراير 2008 على
طول الحدود مع قطاع غزة.
العمل من جديد
من جهته، يقول أحد العاملين ويدعى (أ.ش) أن مهمتهم في أعقاب إغلاق النفق بالجدار الفولاذي تكمن في العمل على تنظيف النفق أولاً من الكتل الرملية المنهارة بداخله، وتستغرق هذه العملية ما بين يومين إلى خمسة أيام حتى يصبح النفق آمنًا ليتسنى قص الجدار.
ويضيف (ش) "بعد ذلك يأتي الحداد المختص لقص ألواح الجدار التي تُغلق النفق، ونقوم بمساعدة الحداد في تنظيف الرمال من حول الجدار حتى تساعده على القص بشكل سريع، بالإضافة لسحب القطع التي تُقص للخارج عبر مواتير ثقيلة قادرة على سحبها، والتي لا يقل وزن الواحدة منها عن 450 كجم ".
وينوه إلى أن الحداد في بادئ الأمر يقوم بإحداث فتحة بالجدار قطرها 50 سم بــ 50 سم أو ما يزيد عن ذلك، لتمكين عدد من العاملين من الدخول للجانب المصري من النفق.
ويوضح(ش) أنه وفور الإنهاء من عملية التنظيف والقص "ندعم المنطقة التي يقع بها الجدار بالخشب القوي والجسور الحديدية منعًا لانهيار التربية مجددًا، وبعد ذلك نباشر عملنا كالسابق في تنزيل البضائع".
من ناحيته، يقول الحداد (ح.ص): إنهم "لم يواجهوا أية صعوبة في اختراق الجدار على خلاف ما كان شائعًا بعدم القدرة على اختراقه لصلابته واحتوائه على مواد غير قابلة للقص .
ويشير إلى أنه تمكن من العمل بالعديد من الأنفاق التي تم إغلاقها بالجدار، وقام بقصه بالأوكسجين، وأعيد العمل بها من جديد.
نتركم مع باقية الصور >>>
فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق