صيدا | نيوز فلسطين
في 15 مايو ايار الماضي ما كانت الرصاصة الاسرائيلية التي اخترقت الجانب الايمن من صدر الفتى الفلسطيني عماد ابو شقرا لتقتله لولا ان قلبه يحتل الجانب الايمن من الصدر في حالة نادرة تصيب انسانا واحدا من بين كل 130 الف انسان وتعرف باسم (القلب بالمقلوب) ???كما يقول احمد الشقيق الاكبر لعماد.
حصل ذلك في منطقة مارون الراس في جنوب لبنان على الحدود اللبنانية-الاسرائيلية حيث دارت مواجهة دموية بين لاجئين فلسطينيين تمكنوا من الوصول الى السياج الشائك مستخدمين الحجارة وبين الجنود الإسرائيليين الذين ردوا بإطلاق بالرصاص الحي فقتلوا عشرة شبان واصابوا قرابة المئة.
وجاءت الاحتجاجات على الحدود لتعيد للأذهان أن معاناة 4.5 مليون لاجيء فلسطيني والتي تجاهلتها اتفاقيات السلام المؤقتة في معظم الأحيان تحتل لب الصراع العربي مع اسرائيل الذي هز منطقة الشرق الأوسط وخارجها لعشرات السنين.
ويقول احمد شقيق عماد ان شقيقه(17 عاما) دفعته حماسته لرؤية أرض أجداده في فلسطيبن عبر الحدود اللبنانية الى استقلال سيارة أجرة خاصة تقاسم أجرتها مع أربعة من رفاقه بعدما فشلوا بسبب التزاحم الشديد في الحصول على مقاعد لهم في الباصات الكبيرة المكيفة المدفوعة الأجر التي أقلت في ذلك النهار عشرات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين الى الحدود الأغلى على قلوبهم.
ويحيي الفلسطينيون اليوم الثلاثاء الذكرى الرابعة والستين للنكبة وذلك بإقامة سلسلة احتفالات وفعاليات في عدد من المخيمات الفلسطينية في لبنان.
ويقول محمد صالح وهو رفيق عماد "طوال الطريق كان عماد يحدثنا في السيارة عن توقه لرؤية فلسطين حتى أنه قال لي إذا كان اللـه يحبني فسأموت على تراب فلسطين"
يتابع صالح قائلا "كان عماد أكثرنا جرأة فسبق الجميع الى السياج الشائك وقذف الحجارة على الاسرائيليين غير خائف من إحتمال إطلاقهم النار عليه وسرعان ما انضم إليه المئات ودارت المواجهة غير المتكافئة بين حجارتنا ورصاصهم."
ويتذكر محمود شليش الرفيق الاخر لعماد الذي هو ايضا اصيب برصاصة في فخذه الايسر قائلا "لن أنسى آخر كلماته لي قبيل استشهاده (لن أسامحك لا دنيا ولا آخرة إذا ما حرمتني من نيل الشهادة)"
يضيف "بالفعل نال عماد مراده بعد نصف ساعة فقط. تعرض بداية لإصابة برصاصة في كتفه الأيسر لكنه أبى النزول من على الشريط واستمر برشق الحجارة على الجنود الإسرائيليين الذين اتخذوا لهم مواقع قتالية خلف الأشجار وراء سياجين حديديين ثم حمل علماً فلسطينياً وراح يلوح به لإغاظة الجنود وهو يهتف بصيحات (اللـه أكبر) حتى طفح كيل الجنود فعاجلوه بطلقة ثانيةاخترقت صدره من الجهة اليمنى"
ومضى يقول"لسوء حظه فإنه بخلاف غالبية الناس فإن قلبه كان في الجهة اليمنى من صدره فشقته الرصاصة وسقط شهيداً وهو ممسك بالعلم الفلسطيني الذي تضرج بدمه."
ويقول احمد شقيق عماد ان العائلة تعلم بالعيب الخلقي الذي أصاب قلب عماد منذ الولادة وهو ما كان يتسبب له بضيق في التنفس.
على مدخل منزل عائلة عماد ثبّت ذووه آرمة معدنية كتبوا عليها منزل الشهيد عماد أبو شقرا مع تاريخ استشهاده، كذلك رفع رفاقه صوره المكبرة لحظة إصابته في أزقة المخيم وعلى الجدران وضافوا عليها لقب "البطل". وسيقيمون له ولرفاقه اليوم الثلاثاء احتفالاً في المخيم وسيضيئون لهم الشموع ويزورون قبورهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق