تضاعفت معاناة المسافرين الفلسطينيين في قطاع غزة جراء إغلاق معبر رفح الحدودي بشكل كامل باستثناء فتحه عدة مرات في فترات متفاوتة وبعيدة، ولا زال معبر رفح مغلقاً منذ ما يزيد على35 يوماً حيث فتح أبوابه في الثالث من شهر يناير الماضي।
فسياسة العقاب الجماعي التي انتهجها الاحتلال ضد سكان قطاع غزة بتشديد الحصار الظالم وانتهاج سياسة الإغلاق باتت تتراكم وبشكل كبير على كافة مناحي الحياة، ومنذ ذلك التاريخ يتزاحم آلاف الفلسطينيين العالقين في غزة على بوابة معبر رفح البري أملاً في السفر حال إعلان هيئة المعابر والحدود استئناف العمل المؤقت في المعبر بعد توصلها إلى تفاهمات مع الجانب المصري تتيح إعادة تشغيله.
وتشير إحصائية صادرة عن هيئة المعابر والحدود في تقرير توثيقي لها عن عمل المعبر خلال الفترة عام 2009م ، إلى أن الإغلاق المتواصل والمتكرر للمعبر سبب الأذى لآلاف الفلسطينيين الذين علقوا في الجانب الفلسطيني من المعبر لفترات متفاوتة عاشوا خلالها أوضاعا كارثية كادت تهدد حياة المرضى والأطفال وكبار السن منهم.
وأوضح التقرير، أن الأهالي الراغبين في مغادرة القطاع عانوا كثيراً أثناء انتظار فتح المعبر لساعات محدودة، الأمر الذي هدد بفقدان الكثيرين أعمالهم وإقامتهم في البلدان التي يعملون فيها.
وأشار إلى أن المئات من مرضى السرطان والقلب يكابدون عناء انتظار فتح المعبر ليتسنى لهم في ظل الازدحام الشديد السفر للعلاج بالمستشفيات المصرية والعربية.
وأشارت وزارة الصحة بغزة، إلى أن عدد مرضى السرطان خلال سنة 2009 في مستشفيات قطاع غزة وصل إلى 1899 مريضاً منهم 1050 حالة أورام، و 849 أمراض دم، فيما بلغ عدد النساء المصابات بالسرطان 770 سيدة، بينما عدد المرضى الأطفال 223 طفل .
كما أن المئات من طلبة الجامعات بالخارج الذين كانوا قدموا إلى غزة لقضاء إجازاتهم بين أهلهم وذويهم حرموا من العودة أو تأخروا في الوصول إلى جامعاتهم وتشير التقديرات ان عدد الطلبة المسجلين في وزارة الداخلية للسفر بلغ 600 طالب.
وقالت هيئة المعابر والحدود بقطاع غزة في بيان لها: "إن فترات افتتاح المعبر المتباعدة زادت من معاناة وتفاقم عدداً كبيراً من الحالات الإنسانية من المرضى والجرحى والطلاب والمقيمين في قطاع غزة وهم بأمس الحاجة للسفر".
وأكدت هيئة المعابر والحدود أنه لا يجوز إغلاق معبر رفح أمام الحالات الإنسانية.
وأشارت أن الاتصالات مستمرة مع المسؤولين المصريين وبعض المؤسسات الدولية من أجل فتح معبر رفح أمام الحالات الإنسانية وأصحاب الإقامات بالإضافة إلى عدد من الطلبة الذين لم يتمكنوا من الالتحاق في جامعاتهم بالخارج.
وجددت هيئة المعابر مطالبتها بضرورة فتح المعبر بأسرع وقت ممكن، مبينةً أن هناك حالات إنسانية وضعها صعب تريد السفر إلى الخارج من أجل إجراء عمليات في المستشفيات، وأن هناك طلبة لم يتمكنوا خلال فتحه مطلع الشهر المنصرم، مما أدى إلى عدم تمكنهم من الالتحاق في الفصل الثاني في جامعاتهم بالخارج.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق