الخميس، 25 فبراير 2010

حكايات غزواية على أضواءٍ خافته يروها المحاصرون


غزة- نيوز فلسطين


اليوم موعدنا مع انقطاع التيار الكهربائي.. لا مجال للعمل.. فكل شئ سيكون ساكناً.. إلا من ضوء خافت من شمعة لا تصمد كثيراً أو لمبة تفوح منها رائحة الكيروسين.. أو مولد كهربائي ضجيجه يصم الأذان.

فلم يعد أمام المواطنين مجالاً للتذمر، فهذا حالهم منذ سنوات، فاعتادوا على الأمر وباتوا يكيفون حياتهم طبقاً لهذه الأزمة التي يبدو أنها سوف تلازمهم ملازمة الحصار الصهيوني الخانق على قطاع غزة.

ولأن الأمر أصبح اعتيادياً فكان لابد التكيف معه، فيما بدا وقت انقطاع التيار الكهربائي لدى الكثير من المواطنين مجالاً لتجمع العائلة واستذكار ما تبقى من ذكريات جميلة في عقول أفراد هذه العائلة، فيما يلتف الأبناء حول الجدة لسماع حكاية من زمن "الشاطر حسن".

فما إن انقطع التيار الكهربائي حتى أشعلت أم باسم سلامة "اللمبة" لتنير منزلها حتى تجمع طفليها باسم وميساء حول جدتهم لسماع قصصها التي اعتادت على سردها على أحفادها في هذه الأوقات التي ينقطع فيها التيار الكهربائي.

أما الوالدة فتشير إلى أنها اعتادت على هذا الجو العائلي منذ انقطاع التيار الكهربائي، حيث تكون لديها فرصة سانحة للجلوس مع أفراد العائلة والاستماع إلى القصص والحكايا القديمة، خصوصاً أن هذه الفترة لا يمكن لها أن تقوم بعمل منزلي أو الذهاب لمكان ما.

أما شقيقها، فقد استغل انقطاع التيار الكهربائي للتخلص من عناء الدراسة والخروج لأصدقائه لتمضية أوقات يراها أكثر مناسبة له، حتى لا ينشغل عن دراسته وقت حلول الكهرباء.

سحر محيسن التي تدرس التجارة في جامعة الأزهر، لم يعد أمامها مجالاً لترك دراستها خلال فترة انقطاع التيار الكهربائي، لأنها حسب ماتقول :"إن فترة الانقطاع أصبحت طويلة، ولم يكن هناك وقت للدراسة خاصةً أن فترة الامتحانات متواصلة، لذا فأنا أضطر لشغل وقت الانقطاع في الدراسة".

أم عبد الله، ترى في انقطاع التيار الكهرباء فرصة للتواصل مع أطفالها الخمسة، فتقوم بسرد القصص الجميلة، وتستذكر مع أطفالها سيرة زوجها الذي استشهد قبل ثلاثة سنوات، كما تنظم بينهم المسابقات الثقافية، لتجعل من فترة انقطاع التيار الكهربائي فرصة للتواصل والاستفادة من هذا الوقت الذي اعتادوا عليه.

وفي الوقت الذي لجأت فيه الكثير من العائلات إلى شراء مولدات كهربائية للتغلب على أزمة انقطاع التيار الكهربائي المتكررة، فإن خطورتها التي بدت جلية في الأسابيع الأخيرة بعد وفاة أكثر من 20 مواطناً من بينهم أطفال صغار بسبب انفجار هذه المولدات أو الاختناق.

ولكن هذا الأمر لم يمنع المواطنين من اقتناء هذه المولدات الكهربائية التي تعينهم على قضاء أمور حياتهم اليومية، برغم الضجيج الذي يحدثه ويصم آذانهم، ويكون الصداع سيد الموقف.

وتعود قصة أزمة انقطاع التيار الكهرباء الحالية إلى تقليص كمية السولار الصناعي اللازم لتشغيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة.

وتفيد محطة توليد كهرباء غزة إلى أنه من الضروري تزويد المحطة بـ2.2 مليون لتر من الوقود الصناعي أسبوعياً من أجل الحفاظ على مستويات الإنتاج السابقة التي بلغت 60-65 ميغاوط من الكهرباء، وهي مستويات ما زالت غير كافية وتؤدي إلى انقطاع الكهرباء عن معظم المواطنين لمدة 6-8 ساعات، 4-5 أيام أسبوعياً.

ووفقًا لشركة توزيع كهرباء محافظات غزة يبلغ مجمل إمدادات الكهرباء في قطاع غزة الآن حوالي 202 ميغاوط (120 تقتنى من الكيان الصهيوني، و65 تنتجها محطة توليد كهرباء غزة، و17 ميغاوط تنقل من مصر)، أي ما يقدر بحوالي 70 بالمائة من احتياجات غزة من الكهرباء (280 ميغاوط).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مقالات متصلة

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...