الجمعة، 7 يناير 2011

الجبهة الطلابية العربية في جامعة حيفا تحيي الذكرى الثانية للعدوان على غزة

حيفا المحتلة - مدونة نيوز فلسطين

قامت الجبهة الطلاّبية العربية في جامعة حيفا بإحياء الذكرى الثانية للعدوان الغاشم على  قطاع غزّة وقد سمحت رقابة الجامعة  بدعوة الطلاب ولكن بعدما قررت، أن تحذف من منشورنا، قول شاعرنا الراحل راشد حسين
المذكور أعلاه، وقد علّلت الرقابة الموقرة قرارها المستهجن بالقول إنّ هذا البيت يقوم "بتهييج الطلاب" ولذا تداوله ممنوع في رحاب الصرح الأكاديمي.

يا للركاكة من أهلها، ويا للرقابة من هذه الضحالة الفكريّة. إننا على يقين أن شاعرنا يضحك في قبره ساخراً من هذا التحليل لبيته الشعري فإن كان إخماد النيران يهيّيج الطلاب فماذا يُسمّى، في عرف ديموقراطيتهم الزائفة، إشعال الحرائق؟ وماذا يسمّى كمّ الأفواه هذا؟
نحن نعلم حدّ اليقين أن ديموقراطيتهم وإن طمحت فهي بالكاد تصبّ في حيّز التعبير لا أكثر ولا ترقى إلى التغيير بشكل من الأشكال، ولكننا كنّا على أمل أنها تعلّمت من التاريخ، فقبل عقود قليلة حاولوا منع أدبائنا من نشر إبداعهم وفشلوا في ذلك، قبل عقود قليلة إعتقلوا الشعراء وصادروا الكتب وحاولوا فرض الإقامة الجبريّة على القصيدة الفلسطينيّة ففشلت محاولاتهم قاطبةً وصعد شعرنا إلى أعلى القمم، شعراً مقاوماً رهيباً، سمعه وقرأه القاصي والداني، فما بالهم يكررون أخطاءهم الفادحة؟

قالت الأدبية سحر خليفة في ميراثها " انتصروا علينا في الحرب سننتصر عليهم بالثقافة، هذه معركة حضارية" نحن نقوم بمعركة حضاريّة، أمام همجيّة الاحتلال، لسنا نحن من يشعل النار ، لسنا نحن من يقوم بقتل الأطفال والمدنيين ثمّ ينادي بالسلام، نحن دعاة السلام وشعرنا الفلسطيني ينادي باسم الحياة وهو نبع حب وعطاء وتحت نعل أدبنا وشعرنا سقط تاريخهم المستورد.

نحن لا نخاف مما أشعلوا من النيران وقد زادتنا عند إخمادها سمرة، لأننا نتحداها ونقف أمام لسعاتها صامدين، وإن ظنّ من ظنّ أننا سنصمت في وجه من يحاول حذف أبياتنا الشعريّة ويجاهد ليهمّش أدبنا ورموزنا الفلسطينية فهو واهمٌ كبير، وإننا نقول له إنّ الشعوب تقاس بمقدار أدبها وعطائها الحضاري وإننا نقدّم أمام أعين البشريّة كلّها أفضل عطاء فنواجه ثقافة الدبابة والموت بالزغرودة وحب الحياة، نواجه محاولات محو الهُويّة بترسيخ مفاهيم حبّ الإنسان لأخيه الإنسان، نواجه البندقية بالقلم ونواجه كم الأفواه بالقصيدة ونصرخُ مع شاعرنا

سنُفهم الصخر إن لم يفهم البشرُ

أنّ الشعوب إذا هبّت ستنتصرُ

وإذا قضيتم على الثوّار كلّهمُ

تمرّد الشيخ والعكّازُ والحجرُ

هبوبنا حضاري ثقافي متعدد وفذ، فإن كانت الرقابة التي تحتاج إلى رقابة لا تفهم ذلك وتتهمنا بتهييج الطلاب فهي معدومة الأفق ومجنّدة، تتبع النهج السائد، الذي يمضي من اليمين المتطرف إلى الهاوية دون أن يقف لحظة ليُفكّر في ما يفعل.

إن الأكاديميّة في كلّ المجتمعات المتحضرة صرح علمي تتقابل به الثقافات ولكن الأكاديميّة العبريّة لا تنفك عن السقوط في حفر الرجعيّة فتحاول محو ثقافتنا الفلسطينيّة وتتطاول علينا رغم أنّها ترى مثلنا عُري الملك والمثير للسخريّة هو أنّها تتمسح بالفكر المتطوّر والانفتاح لكنّها ترتعب عند المحك من بيت شعر، فإن كان مجرّد بيت شعر يثير بها هذا الرعب فماذا لو ألقينا على مسمعها قصيدة كاملة؟!

إننا نسخر دون أن نعجب فإن السلطة القمعية التي قامت بمنع نشر قصيدة توفيق زياد التي يقول بها "واتكأ بيتي على حزمة شمس يتحمم" بالطبع سوف تخاف من راشد حسين حين ينادي بإخماد الحرائق، فهي ذاتها سجنت أبا الأمين و درويش والقاسم وغيرهم من ثوّارنا وأدبائنا العالميين.

على الأرجح ستحذف الرقابة كلامنا هذا، لكنّ الطالب العربي يعي تماماً ما نقول ويعلم أننا على عهدنا به لا نخاف كمّ الأفواه بل نمضي بمعركتنا الحضاريّة الواعية فنحن والشعر والشعب على موعد قريب مع الحريّة والانتصار
الجبهة الطلابيّة – أوائل كانون الثاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مقالات متصلة

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...